طرابلس ــ عبد الكافي الصمدتوحدت القوى الإسلامية على اختلافها في طرابلس للمرة الأولى منذ سنوات، وخرجت جماهيرها بعد عصر أمس في «مسيرة النصرة والتضامن مع أهالي غزة»، في حشد يمكن اعتباره الأضخم الذي تشهده عاصمة الشمال منذ بدء التحركات التضامنية مع غزة، استجابة لنداء اتحاد العلماء المسلمين برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي.
وكان لافتاً أن مشاركة النساء في التظاهرة كانت كبيرة، وبعضهم اصطحب أبناءه الذين اعتمروا الكوفية الفلسطينية، فضلاً عن وفود أتت من خارج طرابلس للمشاركة، في موازاة تنسيق تام بين ممثلي هذه القوى تحضيراً للتظاهرة، التي تصدّرت صفوفها الجماعة الإسلامية وجبهة العمل الإسلامي والسلفيون واللقاء الإسلامي المستقل وحركة التوحيد الإسلامي. وأشار عضو جبهة العمل الإسلامي، جميل رعد لـ«الأخبار»، إلى أن القوى الإسلامية «توافقت على تنظيم تظاهرة مشتركة بعدما تبين أن تنظيم تظاهرات متفرقة حملت مردوداً عكسياً نظراً لضعف الحضور، وتم التوافق كذلك بين ممثلي الحركات الإسلامية على أن تلقى في التظاهرة كلمة واحدة يتحدث فيها مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، بعدما وضعت الخطوط والأفكار العريضة في اجتماعات تنسيقية».
وبعد صلاة عصر أمس انطلقت من جامع طينال التاريخي في محلة باب الرمل مواكب المشاركين، حاملين لافتات «الانتفاضة والمقاومة خيارنا الوحيد لتحرير المقدسات»، و«إذا استمر حصاركم نحاصركم ونقاطع البضائع المصرية».
وبموازاة الحشد الكبير في التظاهرة، الذي كان مصاحباً بأناشيد كانت تبثها إذاعة التوحيد، عمل عناصر الانضباط على عدم حدوث أي فوضى، وهو ما أشار إليه لـ«الأخبار» عضو المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية عزام الأيوبي من أن «عناصر الانضباط موزعة على القوى المشاركة كافة، وأن توافقاً وتنسيقاً مسبقاً اتُّخذ بهذا الخصوص».
وبعدما جابت التظاهرة شوارع المدينة، وصولاً إلى ساحة البلدية، ألقى المفتي الشعار كلمة دعا فيها إلى إعلان الجهاد لنصرة غزة وكل فلسطين، وإلى قطع كل يد تصافح الصهاينة، مشيراً إلى أن مقولات السلام لا تأتي إلا على حسابنا، وأنه في كل مرة تقدم أجساد وأشلاء الأطفال قرابين ويكونون الضحية الرئيسية. وشدد الشعار على «ضرورة توحد العرب في مواقفهم لمواجهة عدو كافر لا يعرف معاني الرحمة أو السلام، إذ كفانا ذلاً وهواناً وتزلفاً، فنحن أمة الجهاد، كنا وسنبقى». وفيما خلت تظاهرة طرابلس من هتافات منددة بالحكام العرب، بعد جهود استطاعت احتواء الموقف من بدايته، رددت تظاهرة مخيم البداوي، التي انطلقت بعد صلاة الجمعة عبارات من العيار الثقيل بحق الرئيس المصري والعاهل السعودي، إضافة إلى مدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان.