تظاهرات غير مسبوقة في الخليج... ومصادرة أعلام «حزب اللّه» في أبو ظبيتصاعدت وتيرة التظاهرات الشعبية من أجل فلسطين، أمس، لتشمل دولاً جديدة، حيث انضمت عواصم خليجية إلى مسيرات منددة بالجرائم «الصهيونية». لعل إعلان الشيخ يوسف القرضاوي يوم أمس يوماً للتضامن مع غزة قد أحرج بعض الأنظمة، فأخرجت جماهيرها إلى الساحة
تحولت بعض التظاهرات المتواصلة في بعض العواصم العربية منذ أسبوعين إلى مواجهات واعتقالات في الأردن ومصر، فيما شهدت بعض دول الخليج مسيرات غير مسبوقة، تلبية لنداء الداعية الشيخ يوسف القرضاوي بجعل يوم الجمعة (أمس) «يوم غضب ضد الغاصب والمعتدي والمحتل».
وانتفضت محافظات مصر استجابةً لدعوة القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وإعلان المرشد العام للإخوان المسلمين مهدي عاكف أن الجمعة «سيكون لمواصلة الغضب».
وخرج ما يقرب من 3 آلاف متظاهر بعد صلاة الجمعة من مسجد الرفاعي وسط مدينة العريش، حيث حدثت اشتباكات رمى المتظاهرون خلالها قوات الأمن بالحجارة، ما أدى إلى إصابة اثنين من الجنود وعدد من جنود الأمن المركزي وتعرضت بعض المحالّ للتكسير.
أما عناصر الشرطة، فقد أطلقوا الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع واعتقلوا بعض المتظاهرين، وأصيب بعض الصحافيين والمراسلين الأجانب بجروح طفيفة وكدمات.
وفي القاهرة، خرج آلاف المتظاهرين أمس بعد صلاة الجمعة في الجامع الأزهر، هاتفين «يا حكومتنا مالك مالك، بكرا الضرب يكون في عيالك»، وأخرى تقول: «اللي يحاصر أهله وناسه.. عايز جزمتين على راسه»، في إشارة إلى إقفال معبر رفح من السلطات المصرية.
وحمل المتظاهرون لافتات تهاجم مجلس الأمن والجامعة العربية ولافتات أخرى تدعو إلى الجهاد لنصرة غزة، فيما كسرت السيدات الباب الذي يفصل بين مصلّى السيدات والرجال وانضممن إلى المتظاهرين في ساحة المسجد.
وفي مدينة الإسكندرية أيضاً، تظاهر عشرات الآلاف في شوارع المدينة الساحلية، يتقدمهم أعضاء في مجلس الشعب ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين وبعض الشخصيات.
وطالب نائب رئيس محكمة النقض، رئيس اللجنة الشعبية لفك الحصار عن غزة، محمود الخضيري، المصريين بوقف تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل بالقوة. وردد المتظاهرون هتافات تقول: «انتو بتدّوا الغاز لمين.. للي بيقتل مسلمين».
أيضاً، تظاهر آلاف الأشخاص في مدينة دمياط الساحلية ورسموا علم إسرائيل على الأرض ليمشي عليه المارة. ووجّه بطل المقاومة الشعبية في مدينة السويس خلال «حرب أكتوبر» عام 1973، الشيخ حافظ سلامة، عقب الصلاة، انتقاداً حاداً للرئيس حسني مبارك قائلاً إنه يعين إسرائيل على الفلسطينيين.
وفي الأردن، أصيب شخص على الأقل بجروح، واعتُقل خمسة أشخاص في عمان، حين فرقت الشرطة الأردنية بالقوة أكثر من ألفي متظاهر كانوا متوجهين إلى السفارة الإسرائيلية للاحتجاج على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت وكالة «فرانس برس» إن شاباً إسبانياً كان يشارك في التظاهرة جرح في رأسه واعتقلت الشرطة خمسة أشخاص على الأقل. وسار المتظاهرون في اتجاه مبنى السفارة، فتصدى لهم عشرات الشرطيين. وتعرض مراسل «الجزيرة» للضرب المبرح من سلطات الأمن.
وفي الدوحة، سارت تظاهرة قدّر أحد منظمّيها، أمين سر نادي قطر، عبد الله الملا، عدد المشاركين فيها بين 15 ألفاً و20 ألفاً من مواطنين ومقيمين وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني، فيما أعلنت المؤسسة العربية للديموقراطية التي أطلقتها قطر ومقرها الدوحة، واللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان، الدعوة إلى مؤتمر يؤسس لتحالف دولي من المنظمات غير الحكومية ويدفع باتجاه تحديد «جرائم الحرب» الإسرائيلية وملاحقة مرتكبيها.
وفي الإمارات، رغم حظر السلطات أي شكل من أشكال التجمعات العامة، وافقت وزارة الداخلية على تنظيم مسيرات سلمية تضامنية مع الشعب الفلسطيني في مناطق محددة في إمارات أبو ظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة، بينما شهدت إمارة الشارقة التظاهرة الأكبر، أُحرق في خلالها العلم الإسرائيلي.
وفي أبو ظبي، سار حوالى ثلاثة آلاف شخص على الكورنيش البحري وهتفوا بشعارات مثل: «خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود». ورفع البعض أعلام حزب الله التي سرعان ما تدخلت السلطات لسحبها.
وفي الكويت، أحرق محتجوّن العلم الاسرائيلي، فيما كانوا يصرخون ضد نظام حسني مبارك في مصر و«مشاركة بعض العرب في الحصار على القطاع». وهتف المتظاهرون الذين شاركهم أعضاء في البرلمان، «يا للعار يا للعار، عربي يشارك في الحصار».
كذلك سار الآلاف في العاصمة اليمنية صنعاء، حيث رفع البعض صور الزعيم الفنزويلي هوغو تشافيز، فيما حمل متظاهرون في البحرين صوراً للأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله.
وفي بغداد، انطلق المئات من جامع الإمام أبي حنيفة النعمان بعد صلاة الجمعة. كذلك في مدينة الصدر، حيث تجمع نحو ألفي متظاهر مرددين هتافات مثل «كلا كلا أميركا كلا كلا إسرائيل». كذلك، أقيمت في جامع أبي عبيدة في مدينة الفلوجة صلاة الغائب على أرواح ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي بعقوبة، تظاهر المئات من أبناء محافظة ديالى. وأقيمت في مسجدي التحرير وبهرز صلاة موحدة بحضور عدد من رجال الدين وأئمة الجوامع من سنة وشيعة. وفي النجف وكربلاء والكوفة، خرج مئات من أنصار التيار الصدري في تظاهرات بعد صلاة الجمعة، مرددين شعارات «كلا كلا إسرائيل».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)