واشنطن ــ محمد سعيدتوقّع أعضاء في الفريق الاستشاري للرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، بأنّه سيكون مستعدّاً للتخلّي عن سياسة عزل حركة «حماس»، التي انتهجتها حكومة جورج بوش، وفتح قناة اتصال معها.
وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس، إن «خطوة فتح اتصالات مع حماس ستتم من خلال أجهزة الاستخبارات الأميركية». ونقلت عن مصادر مطّلعة في فريق أوباما الانتقالي قولها إن «الانفتاح سيمثل انسلاخاً جذرياً عن توجّهات بوش لنبذ الحركة التي تدرجها وزارة الخارجية على قائمة المنظمات الإرهابية».
واعتمدت الصحيفة في تقريرها على تصريحات أدلى بها ثلاثة خبراء أميركيين على دراية بالمناقشات داخل معسكر أوباما. وأكدوا أن الرئيس المنتخب «قد لا يصادق على مفاوضات دبلوماسية مباشرة مع حماس في وقت مبكر من ولايته الرئاسية»، إلا أن مستشارين حثّوه على «الاتصال على مستوى منخفض أو بسرّيّة».
وأشارت الصحيفة إلى أن «هناك إقراراً متزايداً في واشنطن بأنّ سياسة إقصاء حماس أسفرت عن نتائج عكسية». ونقلت عن مصادر قولها إن «مسار اختبار شبيه بالعملية السرية التي قامت بها الولايات المتحدة للتعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، ولم تعلم إسرائيل بأمر هذه الاتصالات إلا في مرحلة متأخرة». وذكرت الصحيفة أن أحد مستشاري أوباما للسياسة الخارجية، ريتشارد هاس، الذي يترأس مجلس العلاقات الخارجية وسبق له أن خدم في إدارتي جورج بوش الأب والابن، يؤيد إجراء اتصالات منخفضة المستوى مع «حماس» بشرط أن تكون هناك هدنة جارية بين الحركة وإسرائيل ومصالحة وطنية فلسطينية.
وقال مدير برنامج الاستراتيجية الأميركية في مؤسسة أميركا الجديدة، ستيف كليمنزو، «ستجري محادثات يقوم بها مبعوثون سرّيون وتكون شبيهة بالمحادثات السداسية». وأضاف «يمكنك أن تفعل شيئاً من خلال الأوروبيين. وأن تخترع بنية جديدة تكون متعددة الأطراف. وسيكون من الصعب على المحافظين الجدد تجرّعها». ولكن خبيراً في شؤون المنطقة مقرّباً إلى الفريق الانتقالي استبعد أن «يكونوا علنيين بكثرة».
في المقابل، استبعد خبير مكافحة الإرهاب في كلية الشؤون الخارجية في جامعة «جورج تاون»، بروس هوفمان، أن يتحرك أوباما إلى الاتصال بـ«حماس، إلا إذا أُصيب الفصيل الراديكالي في دمشق بالشلل بسبب الصراع في غزة»، مشيراً إلى أن «هذا سيعتمد حقاً على تعرض الجناح العسكري لحماس لهزيمة حقيقية وحاسمة تقريباً».
من جهة ثانية، عين أوباما أمس الأمين العام الأسبق للبيت الأبيض في عهد بيل كلينتون، ليون بانيتا، مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه»، ليحلّ مكان مايكل هايدن، والأميرال المتقاعد، دينيس بلير، على رأس الاستخبارات القومية «أن آي»، ليخلف مايكل ماكونيل.
كما ذكرت مصادر في الفريق الانتقالي أن النية تتجه إلى تعيين دينيس روس ودانيال شابيرو (وكلاهما يهوديان أميركيان) في إدارة أوباما المقبلة.
وبدأ روس حياته السياسية في منظمة «إيباك» التي تمثل اللوبي الإسرائيلي ـــ اليهودي في واشنطن. ومن المحتمل أن يتولى رئاسة هيئة مستشاري وزيرة الخارجية المعيّنة هيلاري كلينتون حول شؤون المنطقة والصراع العربي ـــ الإسرائيلي، بينما سيعين شابيرو مديراً للشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض.
وتلقى روس تهنئة معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى حيث يعمل حالياً. وفي منصبه الجديد سيكون مشرفاً على أي مبعوث خاص لأوباما إلى الشرق الأوسط والذي تتوقع أوساط سياسية أن يُسند إلى ريتشارد هاس أو السفير الإسرائيلي السابق لدى إسرائيل دانيال كيرتز.
ويضم فريق مستشاري أوباما للسياسة الخارجية الخاص بمنطقة الشرق الأوسط من اليهود الأميركيين، إلى جانب روس وشابيرو وهاس وكيرتز، مساعد وزير الخارجية الأسبق والمندوب الأميركي الأسبق لدى الأمم المتحدة ريتشارد هالبروك، والسفير الأميركي السابق لدى إسرائيل مارتن إنديك، المدير المؤسس لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.