strong>إسرائيل تُسقط هدنة الساعات الثلاث... والشهداء تخطّوا الـ802يومٌ جديد، غارات مكثفة، والكثير من الموت. هي حال اليوم الرابع عشر للحرب على غزّة. تسجّل قوات الاحتلال الإسرائيلي مجازر جديدة وتضيفها إلى سجلها الدموي. بلغ مجموع الشهداء نحو 802 شهيداً، فيما أعلنت المقاومة قتل ثمانية جنود إسرائيليين

غزة ــ الأخبار
شهد فجر أمس وليل أول من أمس، غارات إسرائيلية مكثفة استمرت حتى بعد صدور قرار مجلس الأمن القاضي بوقف إطلاق النار في غزة. وارتفعت حصيلة شهداء الحرب إلى 802 شهيداً، وأكثر من 3300 جريح، بينهم 500 في حال الخطر.
في المقابل، واصلت المقاومة الفلسطينية تحقيق نجاحات في الميدان على صعيد التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة براً في أطراف الأحياء السكنية في مدنية غزة، وشمال القطاع، إلى جانب استمرار إطلاق الصواريخ المحلية الصنع، وصواريخ «غراد» روسية الصنع، على مدن وبلدات إسرائيلية.
وأعلنت كتائب «عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لـ«حماس»، أنها قصفت للمرة الأولى قاعدة «تل نوف» الجوية العسكرية، وهي أكبر قاعدة إسرائيلية في وسط فلسطين المحتلة عام 48، وتبعد نحو 45 كيلومتراً عن غزة. كما صدت فصائل المقاومة محاولة توغل لقوات الاحتلال في بلدة القرارة، شمال شرقي مدينة خان يونس، جنوب القطاع، وأجبرتها على الانسحاب، مخلّفة وراءها دماراً كبيراً شمل نحو 50 منزلاً ومسجداً في البلدة.
ودارت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغلة في حي الزيتون، جنوب شرقي مدينة غزة، وشرق مخيم جباليا للاجئين، وفي بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، حالت دون تمكّن قوات الاحتلال من التقدم عن أماكنها المرابطة فيها منذ بدء العملية البرية ليل السبت الماضي.
وقالت «كتائب القسام» إن «مقاتليها اقتحموا منزلاً يتحصن فيه جنود الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت لاهيا، وقتلوا ثمانية منهم»، من دون أن يصدر تعليق من الجيش الإسرائيلي، الذي أعلن سقوط عشرين صاروخاً فلسطينياً على الأقل على جنوب إسرائيل، إلا أن المقاومة أكدت أنها أطلقت ثلاثين صاروخاً على أهداف إسرائيلية.
وفي سياق المجازر الإسرائيلية وعدم التزامها حتى بهدنة الثلاث ساعات، استشهد المواطن محمد مبارك صالح (60 عاماً) وزوجته حليمة صالح، وأصيب أحد أبنائهما في غارة جوية نفذتها طائرة حربية إسرائيلية في منطقة مفتوحة مجاورة لمنزلهم في شمال القطاع.
وشنت طائرة حربية إسرائيلية من طراز «ف 16»، غارة جوية استهدفت منزل عائلة سعد في مخيم جباليا، ما أدى إلى استشهاد فاطمة سعيد سعد (42 عاماً)، وسمية سعد (25 عاماً)، وإصابة الطفل عطا جميل سعد (12 عاماً) بجروح بالغة.
وفي جريمة أخرى مروّعة، شنت طائرة حربية من طراز «إف 16» غارة جوية، استهدفت منزل المواطن أبو النور صالحة المكوّن من عدة طبقات في بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، ما أدى إلى انهياره بالكامل فوق رؤوس ساكنيه.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جوية استهدفت منازل سكنية، بينها منزل نائب المدير العام للشرطة في حكومة «حماس»، أبو عبيدة الجراح، في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، ومنزل قائد الأمن والحماية في مدينة رفح، جنوب القطاع، ومنازل تعود لقادة في «كتائب القسام».
كما دمرت غارات جوية أخرى مركز شرطة حي الزيتون، جنوب شرقي مدينة غزة، ومسجد الرباط، ومكتباً تابعاً لحركة الجهاد الإسلامي في مدينة خان يونس، جنوب القطاع.
واستشهد الزميل المصور الصحافي في محطة «فلسطين»، إيهاب الوحيدي، وزوجته المغربية الأصل، ووالدته، في غارة جوية شنتها طائرة حربية، مساء أول من أمس، استهدفت شقته السكنية في برج الأطباء في حي تل الهوى، جنوب غربي مدينة غزة. وذكرت مصادر طبية وصحافية، أن صحافيّين آخرين أصيبا بجروح جراء سقوط صاروخ إسرائيلي على سطح مبنىً يضم عدداً من مكاتب الصحافة في وسط مدينة غزة. واستشهد أحدهما في وقت لاحق.
في السياق، أفاد مصدر رسمي مغربي عن وصول أول مجموعة من الجرحى الفلسطينيين إلى المغرب لتلقي العلاج في مستشفيات الرباط. كما وصلت دفعة ثانية من ثمانية جرحى فلسطينيين إلى ليبيا لتلقي العلاج في مستشفيات طرابلس، كما أفاد مصدر رسمي بمؤسسة القذافي. وكانت ليبيا منذ الهجوم الإسرائيلي على غزة قد فتحت جسراً جوياً لاستقبال الجرحى الفلسطينيين وعلاجهم في المستشفيات الليبية.
في هذا الوقت، وفي ما يتعلق بالأزمة الغذائية التي تواجهها غزة، أعلنت المتحدثة باسم الأمم المتحدة، ماري أوزيه، عن «أملها في استئناف أنشطتها الإنسانية بطريقة عادية في أسرع وقت ممكن في قطاع غزة، فور دخول قرار الأمم المتحدة الداعي إلى وقف إطلاق نار فوري حيّز التنفيذ». وأضافت «إنه تعليق مؤقت لعمليات نقل المساعدات، لا وقف لأنشطة الأونروا والأمم المتحدة ووكالاتها». وعلّقت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مجمل عميات نقل المواد والأغذية إلى القطاع، أثر استهداف إحدى قوافلها بقذائف الجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى مقتل سائق فلسطيني.
إلى ذلك، حذرت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، نانسي رونان، «من أن انعدام الأمن في قطاع غزة يعرقل جهود توزيع المساعدات الغذائية التي يعتمد عليها 80 في المئة على الأقل من سكان القطاع»، الذي يتعرض لهجوم إسرائيلي مستمر منذ 14 يوماً. وأوضحت أن «الاحتياجات الغذائية هائلة».