لا تزال الضفّة الغربية تنظر إلى قطاع غزة وتحزن. تواصل الانتفاض على الجرائم الإسرائيلية في القطاع، فيتصدى لها جيش الاحتلال وقوات الأمن الفلسطينيةليست المرة الأولى التي تشهد فيها مدينة رام الله في الضفة الغربية، تظاهرات ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ بدئها، إلا أن احتجاج أمس كان الأسوأ، بعد وقوع اشتباكات بين حركتي «فتح» و«حماس».
وشارك آلاف الفلسطينيين في تظاهرتين منفصلتين، واحدة دعت إليها «حماس»، والثانية نظمتها الفصائل الوطنية، وخصوصاً حركة «فتح»، في وسط رام الله، بعد صلاة الجمعة. وأوقفت قوات الأمن الفلسطينية، التي انتشرت بكثافة، متظاهرين كانوا يرفعون شعارات مؤيدة لـ«حماس» وجناحها العسكري، ما أسفر عن اشتباك بالأيدي بين أنصار «حماس» و«فتح»، فيما أطلقت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع، واستخدمت الهراوات لتفريق المتظاهرين الذين تم نقل 13 منهم إلى المستشفى، بحسب شهود ومصادر طبية.
وفي الخليل، جنوب الضفة، تظاهر نحو ثلاثة آلاف فلسطيني بدعوة من «حماس»، في القسم الذي تسيطر عليه إسرائيل من المدينة، وألقوا حجارة على الجنود الإسرائيليين الذين ردّوا بإطلاق عيارات مطاطية، والغاز المسيّل للدموع، ما أدى إلى إصابة ثلاثين مواطناً بجروح.
وفي بلدة بيت أمر شمال المحافظة، انتظم المئات من المواطنين في مسيرة، تصدّت لها قوات الاحتلال من خلال إغلاق مداخل البلدة بالكتل الاسمنتية.
وكانت البلدة قد شهدت عمليات دهم وتفتيش طالت عدداً من منازل المواطنين، وانتهت باعتقال عمر أحمد عياد عوض (23عاماً)، ومحمود بدر نصر خليل (22 عاماً).
وإلى شمال الضفة، حيث تقع نابلس، هتف آلاف المتظاهرين بـ«الموت لإسرائيل»، وردّدوا شعارات تدعو إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية، كما أحرقوا العلم الإسرائيلي. وقد هاجم مستوطنون إسرائيليون هذه المدينة، وأطلقوا النار على المواطنين، ما أدى إلى مقتل فلسطيني.
وفي السياق، ندد المئات من أهالي مدينة ومخيم جنين، خلال مسيرة جماهيرية انطلقت قبل صلاة الجمعة، بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية، بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وناشدوا المجتمع الدولي بضرورة الوقوف أمام مسؤوليته لوقف هذه المجازر.
أما في بيت لحم وقرية بلعين، فقد خرج العشرات إلى الشوارع للاحتجاج على العمليات الإسرائيلية في غزة، ما أدى إلى اشتباك المتظاهرين مع قوات الأمن الإسرائيلية.
وفي قرية جيوس شمال مدينة قلقيلية، خرج أهالي القرية بمشاركة مئات المواطنين من باقي أنحاء المحافظة في مسيرة مركزية، انطلقت من وسط البلدة باتجاه بوابة الجدار الواقعة جنوب القرية، وحمل المشاركون الأعلام الفلسطينية، مرددين هتافات ضد الاحتلال.
وإلى القدس الشرقية، انتشرت قوات الشرطة الإسرائيلية بكثافة إثر دعوة جديدة وجهتها «حماس»، إلى تنظيم «يوم غضب» ضد الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، بحسب مصدر أمني.
وللأسبوع الثاني على التوالي، قال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد، «لقد نشرنا آلاف الرجال للحفاظ على الهدوء في القدس الشرقية»، موضحاً «وحدهم الفلسطينيون الذين يملكون بطاقة هوية إسرائيلية وفوق سن الخمسين عاماً، سيسمح لهم بأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى. في المقابل، سيسمح للنساء بالصلاة».
إلا أن هذه الاحتياطات الأمنية الإسرائيلية، لم تمنع حصول صدامات في بعض الأحياء بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية. وأفادت الشرطة الإسرائيلية بأن فلسطينياً من الضفة الغربية أصاب إسرائيلياً بجروح طفيفة بواسطة فأس في مدينة ريحوفوت جنوب تل أبيب قبل أن يتم اعتقاله.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، وفا)