رغم وجود «الفرنش دكتور» الذي يُعرف بتحفيزه «التدخل وتجاوز سيادة الدول لحماية حقوق الإنسان»، فان دبلوماسية باردة صبغت التحرّك الفرنسي لوقف العدوان، ترجمه القرار 1860
باريس ــ الأخبار
«لا يكمن الحل في قرار أممي، إنها صيغة مخففة لواقع الحال على الأرض»، هو لسان حال الدبلوماسية الفرنسية، تعليقاً على القرار 1860 الصادر فجر أمس عن مجلس الأمن الدولي بشأن العدوان على غزّة.
فقد رأى مسؤول رفيع المستوى لـ«الأخبار» أنه «رغم كل المعطيات التي رافقت تذبذب موقف الدبلوماسية الفرنسية عموماً ومواقف الوزير (برنار كوشنير) في نيويورك خصوصاً، بين طلب «هدنة إنسانية وبين مبادرة مصرية فضفاضة» أثبتت عدم جدواها، فإن باريس لا تزال ترهن تنفيذ قرار مجلس الأمن بمصير المبادرة المصرية.
وتطرّق مصدر فرنسي مسؤول إلى الأسباب التي دفعت بلاده، التي تترأس مجلس الأمن هذا الشهر، إلى طلب تأجيل القرار قائلاً إن «الوزير فضل إمكان الانتظار بضع ساعات قبل التصويت». وفسر هذا الأمر بأنه «يسمح بالتقدم في المحادثات في المنطقة»، وهو ما فسره المراقبون بأنه «انتظار نتائج الضغوط المصرية على حماس». ورأى هؤلاء أن الانتظار أو عدمه متساويان من حيث النتيجة في ظل «رفض الطرفين لهذا القرار ولبنوده الغامضة».
وتحدّث المتحدث باسم الخارجية، إيرك شوفالية، عن أن «المهم بالنسبة إلى باريس كان ولا يزال تعزيز المبادرة المصرية»، فيما ذكر مصدر أن «وزير الخارجية، برنار كوشنير، كان يحبذ تصويت واشنطن مع القرار».
وأشار شوفاليه إلى أن «عدم تصويت واشنطن لا يعني معارضة»، بينما أكّد دبلوماسي رافق التطورات في نيويورك أن «وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس وعدت بالتصويت على القرار، إلا أنها بعد محادثة الرئيس جورج بوش في الدقائق الأخيرة كتمت قرار الامتناع عن الأوروبيين».
ويرتبط موقف باريس الحالي بـ«نتيجة المبادرة المصرية»، ما دفع البعض إلى القول إن ذلك «تفريغ لمضمون القرار وحيويته»، وهو يفسر سبب «إهمال الطرفين المتنازعين للقرار وعدم الالتفات له».
وأتت تصريحات شوفاليه لتصب في منحى هذه الافتراضات، إذ إنّه أكد أن القرار ١٨٦٠ «يدعم العمل الجاري في المنطقة» أي المباحثات بين مصر وإسرائيل، وأنّه «يعطيها وزناً إضافياً»، معتبراً أن «القرار لا يقدّم حلاً سحرياً» بل يمثل «أحد أدوات العمل الجاري من أجل تلبية الشروط اللازمة لوقف إطلاق النار» ما يمكن أن يدفع البعض إلى التساؤل عن سبب صدور القرار؟