كرّرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، مواقفها الرافضة لتحديد جدول زمني لوقف إطلاق النار في غزّة، مذكّرةً بأنّ حرب الدولة العبرية ضدّ «حماس» تمثّل جميع «المعتدلين العرب»
واشنطن ــ الأخبار
رأت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبى ليفني، أنّ حرب إسرائيل على قطاع غزّة، تمثّل مصالح المعتدلين العرب ضدّ «التطرّف» الذي تجسّده حركة «حماس».
وفي مقابلة مع مجلة «نيوزويك» الأميركية، نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» أول من أمس، سُئلَت رئيسة الدبلوماسية الإسرائيلية عمّا إذا كانت الدولة العبرية تتلقّى دعم المعتدلين العرب في مجازرها بحقّ الفلسطينيين، فلم تتردّد في القول «لا أريد أن أحرج أيّاً كان، ولكني أعلم أنني أمثّل مصالحهم أيضاً». وتابعت «لم يعد الصراع إسرائيليّاً ــ فلسطينيّاً أو يهوديّاً ــ عربيّاً، لكنه صراع بين المعتدلين والمتطرفين. هذه هي الطريقة التي تنقسم بها المنطقة حالياً».
وجدّدت ليفني رفض وقف إطلاق النار وسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1860، الذي صدر يوم الخميس الماضي. حتى إنّها رفضت تحديد جدول زمني للانسحاب، مشيرة إلى أن تل أبيب «لا تتطلّع إلى إعادة احتلال القطاع، ولكنها تريد تحقيق أهداف العملية» العسكرية.
وعن تبريرها لرفض وقف إطلاق النار، قالت ليفني «لا أحب مصطلح وقف إطلاق النار لكونه يظهر وكأنه اتفاق بين جانبين شرعيين». وتابعت «إنّنا نحارب من أجل إضعاف حركة حماس ونؤثر على قدرتهم على استهداف إسرائيل في المستقبل».
وعن سير عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة، رأت ليفني في المقابلة نفسها، أنه «حقق بعض الأهداف، ففي البداية تعرضت حماس للذهول بالغارات الجوية، ثم اعتقدوا بأن إسرائيل لن تدخل أبداً قطاع غزة في عملية برية»، لتخلص إلى الاعتقاد بأن هذه هي النقطة «التي أدركوا (حماس) فيها أن المعادلة قد تغيرت وأننا نمتلك الردع».
وعن الاستنكارات الدولية لمجازر الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، كشفت ليفني أن إسرائيل «لا تطلب من المجتمع الدولي أن يحارب الإرهاب إلى جانبها، لكنها تطلب منه إبداء التفهم ومنحها مزيداً من الوقت».
وفي السياق، شدّدت ليفني على ضرورة «وقف تهريب الأسلحة إلى القطاع على أيدي إسرائيل أو أي جانب آخر»، مشددة على الحاجة للردّ على إعادة تسلّح الحركة الاسلامية، وجازمة في الوقت نفسها، بأنّ قيادة الدولة العبرية «تريد التيقّن أنه في نهاية هذه العملية العسكرية لن نواجه حماس وقد أعادت تسلّحها».
وادّعت ليفني في تصريحاتها الصحافية بأن إيران «ضالعة بقوة في تطوير قدرات حماس»، مبررة اتهامها بأنه «في أوّل عهد حماس، كانت صواريخها مصنّعة محلياً في قطاع غزة، لكن هذا الأمر يختلف الآن، فقد أصبحت الصواريخ متطوّرة وتأتي من إيران».
وعن استراتيجيا «حماس» في القتال، اعترفت ليفني بأنها «تقوم على المقاومة والبقاء»، مشيرة إلى أنه «طالما كانت لديهم القدرة على البقاء، فإنّ هذا الأمر يعتبر انتصاراً لهم».
في المقابل، بدت الوزيرة قلقة من الحملة الدولية ضدّ مجازر جيشها، لأن «قادة حماس عندما يدركون أنّ المجتمع الدولي يمارس ضغوطاً على إسرائيل، يمكنهم التقاط بعض الأنفاس وهو أمر يدعو إلى الأسف»، على حد تعبيرها.
ورداً على سؤال عما إذا كانت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما المقبلة ستدعم إسرائيل، على غرار ما فعله جورج بوش ومساعدوه، بدت ليفني مطمئنّة، عندما ذكّرت بأن «الولايات المتحدة وإسرائيل تتشاطران ليس فقط القيم ذاتها، بل المصالح وطريقة فهم الأمور أيضاً».
وعن التقارير التي تتوقّع انتهاء العملية العسكرية فور دخول أوباما إلى البيت الأبيض فى 20 من الشهر الجاري، لم يكن جواب ليفني واضحاً، فاقتصر ردّها على أنّ إسرائيل «تفضّل إنهاء العملية في أسرع وقت ممكن».
وعلى صعيد متّصل، أعربت ليفني عن رغبة الدولة العبرية في التوصل إلى اتفاق سلام مع «المعتدلين الفلسطينيين، طالما أننا في نهاية المطاف لن نحارب دولة إرهاب على الجانب الآخر من الحدود». وعما إذا كان الهدف من العدوان، إطاحة سلطة «حماس» في قطاع غزة، كرّرت توصيف زملائها للحركة الاسلامية بأن «قطاع غزة تحت سيطرة حماس ليس عبئاً على إسرائيل فحسب، بل أيضاً على الفلسطينيين أنفسهم».
وعن النقاش الدائر حول نشر قوّات دولية بين مصر وغزّة لوقف تهريب الأسلحة، اعترفت ليفني بأنّ ضمانات وقف التسلّح لا تتأمّن إلا بمنع وصولها من إيران من جهة، ومن الحدود المصرية ـــ الفلسطينية من ناحية أخرى.