غادر قارب لحركة «غزة حرة» يدعى «روح إنسانية» ميناء لارناكا أمس في مهمة طارئة إلى غزة المحاصرة والمعتدى عليها، حاملاً على متنه 30 شخصاً من أطباء وصحافيين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان وعدد من أعضاء البرلمان الأوروبي، إضافة إلى مواد طبية ومساعدات إنسانية. المهمّة هي اختراق العدوان والوصول إلى القطاع. وصول من المرتقب أن يكون اليوم إذا سمح الاحتلال.وأُبلغت السلطات الإسرائيلية عبر الفاكس بقدوم القارب. وقالت رسالة الإبلاغ الرسمي: «هذه الرسالة لكم كقوى محتلة وقوة محاربة في قطاع غزة، سوف نبحر الاثنين (أمس) بالقارب «روح الإنسانية» من ميناء لارنكا لميناء مدينة غزة. سوف يكون علم اليونان مرفوعاً، ونتوقع الوصول إلى ميناء غزة يوم الثلاثاء (اليوم)».
وأضافت الرسالة: «سوف نحمل على متن القارب معدات دوائية مستعجلة، وسوف يكون هناك 30 راكباً وطاقماً على متن القارب، بينهم أعضاء من البرلمان الأوروبي وأطباء. وسوف يُفتش القارب والحمولة في ميناء قبرص قبل المغادرة».
وختمت اللجنة المنظمة للرحلة، في رسالتها: «أي هجوم على «روح الإنسانية» سيكون مقصوداً، وأي أذى يلحق بأحد ركابه الـ30 سوف يعتبر نتيجة لهجوم مقصود ومخطط له ضدّ مواطنين مدنيين غير مسلحين».
وقد حذرت السلطات الإسرائيلية القارب من الدخول إلى شواطئ غزّة على اعتبار أن القطاع منطقة حرب، إلا أنّ ذلك لم يُلغ من عزيمة الناشطين لكسر الحصار. وقال عضو البرلمان البلجيكي، فؤاد أحيدار، من على متن القارب: «لدي خمسة أطفال قلقين جداً عليّ، قلت لهم بإمكانكم الجلوس هنا ومشاهدة هذه الجرائم على التلفاز أو اختيار القيام بأي عمل لوقف هذه الجرائم».
وشدّدت المتحدثة باسم منظمة حركة «غزة حرة»، هويدا عرّاف، على أنه «لا نقدر أن نجلس متفرجين وننتظر إسرائيل لتقرّر متى ستوقف القتل وتفتح الحدود لعمال الإغاثة لانتشال القطع الباقية»، مضيفةً: «سوف ندخل. هناك حاجة ماسّة لهذه المهمة، الفلسطينيون المدنيون في غزة يتعرضون لجميع أنواع الإرهاب والقتل، ويجب إدخال المساعدات الإنسانية المفقودة لهم». وهذه هي الرحلة الثانية من نوعها لحركة «غزة حرة» منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، وتمكنت من كسر الحصار الإسرائيلي خمس مرات منذ شهر آب حتى شهر كانون أول 2008.
وكانت القوات الإسرائيلية قد هاجمت محاولة سابقة لـ«غزة حرة» من أجل إرسال قارب مساعدات طارئة وأطباء إلى القطاع في 30 كانون الأول الماضي، عندما صدمت القوات البحرية قارب «الكرامة»، ما اضطره إلى اللجوء إلى الشواطئ اللبنانية حيث أنقذته السلطات.
(الأخبار)