الأسد والبشير مع «تحرّك عربي عاجل»... ومبارك وعبد اللّه يتشاوران اليومبات العرب على موعد مع قمّة طارئة في الدوحة يوم الجمعة المقبل لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة. قمّة تنتظر تبلور عقد المشاركين والمقاطعين، في ضوء تسارع الجهود في القاهرة لتحقيق وقف إطلاق نار في إطار المبادرة المصريّة
دعت قطر، أمس، إلى قمّة عربيّة طارئة تعقد الجمعة في الدوحة لبحث الموقف العربي من الرفض الإسرائيلي لتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1860 الداعي إلى وقف إطلاق النار في غزّة.
وأفادت مصادر مطّلعة بأن أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، صاحب الدعوة، «أجرى اتصالات بجميع الرؤساء العرب من دون استثناء ولم تتبلغ قطر أي رفض للقمّة أو اعتذار عن عدم الحضور أو المشاركة» حتى مساء أمس.
وقالت المصادر إن «الدعوة إلى عقد القمة جاءت بعدما رفضت إسرائيل الإذعان لقرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بغزة». وأوضحت أن «الدول العربية التي عرقلت عقد قمة كهذه في مرحلة سابقة، تذرعت بأنها تفعل ذلك لأنها تريد التوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بوقف العدوان». وأضافت أنه «بعد امتناع إسرائيل عن تنفيذ القرار الدولي، جرى التداول بين الدول العربية حول الخطوة التالية»، مشيرة إلى أنه «بما أن الزعماء العرب سيعقدون قمتهم الاقتصادية في الكويت يوم السبت المقبل، فإن إمكان مشاركتهم في القمة الطارئة بشأن غزة يبدو ممكناً، وخصوصاً أن التصويت الأخير في مجلس الجامعة يسمح بعقد قمة كهذه، بعدما حظيت على موافقة الثلثين».
وتابعت المصادر نفسها أن «التقديرات تفيد بأن بحث موضوع غزة في القمة الاقتصادية سيكون هامشياً ولن تصدر في نتيجتها أي قرارات»، موضحة أن القمة الطارئة ستكون «مخصصة فقط لموضوع غزة».
وأكدت المصادر أن «جدول الأعمال مفتوح لناحية الخطوات التي يمكن اتخاذها»، مشيرة إلى أن «الأولوية ستُعطى لوقف العدوان والسبل الكفيلة لذلك». وأضافت أن «الزعماء العرب، لتحقيق هذه الغاية، سيبحثون في أدوات للضغط على إسرائيل لكي توقف عدوانها». وتابعت أن «المجتمعين سيبحثون أيضاً في سبل استئناف الحوار الفلسطيني، وإعادة إعمار غزة، وإن كانت الأولوية تبقى لوقف العدوان».
وفي ما يتعلق بالمشاركين في هذه القمة، قالت المصادر إن المنظمين يعتزمون دعوة تركيا، التي يتوقع أن تتمثل برئيس وزرائها رجب طيب أردوغان، و«يدرسون دعوة إيران والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي اكمال الدين احسان أوغلو».
وكانت وكالة الأنباء القطرية الرسمية قد نقلت أمس عن رئيس الوزراء القطري، وزير الخارجية، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قوله إن «دولة قطر، وبالاتصال مع الأشقاء العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، دعت إلى عقد قمة عربية طارئة في الدوحة، يوم الجمعة المقبل» الموافق في السادس عشر من كانون الثاني الجاري. وأضاف إان ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان وحشي سافر يتطلب عقد القمة الطارئة بأقصى سرعة ممكنة».
يشار إلى أن الأمين العام للجامعة العربية أعلن في وقت سابق أمس أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً طارئاً يوم الجمعة المقبل في الكويت لبحث تطورات الوضع في غزة «للنظر في التطورات المتعلقة بعدم امتثال إسرائيل لقرار مجلس الأمن الدولي 1860 الخاص بوقف إطلاق النار في غزة».
وتُعقد في الكويت قمة عربية اقتصادية في 19 و20 من الشهر الجاري، ولكن أعمالها التحضيرية ستبدأ الأربعاء باجتماع لمحافظي البنوك المركزية العربية.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد شدّد مع نظيره السوداني عمر البشير، خلال اجتماعهما في دمشق أمس، «على ضرورة القيام بتحرك عربي عاجل وموحّد وتكثيف الجهود مع المجتمع الدولي من أجل الضغط على إسرائيل وإجبارها على وقف عدوانها». وبحسب وكالة الأنباء السوريّة «سانا» فقد «تم تأكيد وجوب أن يترافق وقف العدوان مع انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي ورفع الحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وفتح دائم للمعابر».
كذلك حثت سوريا وأندونيسيا مجلس الأمن الدولي على إصدار قرار أقوى ضدّ الهجمات الإسرائيلية أثناء محادثات ثنائية في جاكارتا، بين الرئيس الأندونيسي، سوسيلو بامبانغ يودهويونو، ورئيس الوزراء، ناجي العطري. وقال يودهويونو «إذا كان القرار الموجود غير فعال، فعلى مجلس الأمن إصدار قرار أقوى وأكثر فعالية».
ومن المتوقع أن تعقد اليوم قمّة مصريّة ـــ سعودية في الرياض لبحث الوضع في غزّة في ضوء الدعوة القطرية للقمّة الطارئة.
ومن الرياض، أكّد مجلس الوزراء في ختام اجتماعه، الذي ترأسه الملك عبد الله، أن الأوضاع الإنسانية في غزة تستدعي «تدخلاً دولياً حاسماً» لإلزام إسرائيل بالاستجابة للقرار 1860. وقال في بيان إن «حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني تجرّد القادة الإسرائيليين من إنسانيتهم وتضع سياساتهم في مصاف سياسات الإبادة العنصرية». كما أبدى تفاؤله بما صرح به الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما بشأن الوضع في الشرق الأوسط وعزمه على تشكيل فريق للأزمة في المنطقة يبدأ مهامه فور توليه منصبه.
كذلك أكّدت عمان دعمها للجهود المصرية لإنهاء العدوان، وذلك من خلال اتصال هاتفي بين الملك الأردني عبد الله، والرئيس المصري حسني مبارك، إذ بحث الرئيسان «التحركات العربية والدولية المستهدفة وقف العدوان ومواجهة الكارثة الإنسانية التي سبّبها».
(الأخبار، أ ف ب، سانا، رويترز)