أكّد مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط طوني بلير، أمس، أنّ عناصر اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة أصبحت متوافرة، ولكن هناك حاجة لمزيد من البحث في التفاصيل، بالتزامن مع تدفّق المبعوثين الأمميين إلى المنطقة، وفي مقدّمهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في الأيام القليلة المقبلة.وقال بلير، عقب لقائه الرئيس حسني مبارك في القاهرة، إن «عناصر التوصل إلى وقف إطلاق النار الفوري متوافرة حالياً، واعتقد أنه يُعمل الآن عليها بجدّية كبيرة، وبالتفصيل». وأضاف «لذلك كثّفنا اتصالاتنا خلال الأيام القليلة الماضية من أجل التوصل إلى اتفاق على سرعة وقف إطلاق النار»، معرباً عن أمله بـ«التوصل إلى هذا الاتفاق سريعاً».
وأكّد بلير أن «اتفاق وقف إطلاق النار ينبغي أن يتمتع بالصدقية من ناحيتين، الأولى وقف دخول الأسلحة إلى غزة، والثانية فتح المعابر للسماح لأبناء غزة بالحصول على احتياجاتهم من خارج القطاع». ولم يتطرّق في حديثه إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
وقد احتل العدوان على غزّة حيّزاً واسعاً في المؤتمر الصحافي للرئيس جورج بوش، الذي يترك السلطة لخليفته باراك أوباما بعد أسبوع، فجدّد تحميل حركة «حماس» مسؤوليته ومسؤولية وقف إطلاق النار، معتبراً ما قامت به إسرائيل «دفاعاً عن النفس». وقال «أؤيّد وقفاً لإطلاق النار. ويعني وقفٌ دائمٌ للنار أن توقف «حماس» إطلاق الصواريخ على إسرائيل». وأضاف «على حماس القيام بهذا الخيار». وأوضح أن «السبيل الأفضل لضمان وقف إطلاق النار هو العمل مع مصر لوقف تهريب الأسلحة إلى غزة الذي يتيح لحماس الاستمرار في إطلاق الصواريخ».
ودعا بوش من سمّاها «الدول التي تزوّد حماس بالأسلحة لأن تتوقف عن ذلك». كما طالب «حماس» بالتوقف عن التسلّح «إذا أرادت وقفاً لإطلاق النار»، وأيضاً حثّ المجتمع الدولي على «مواصلة الضغط لمنع تقديم الأسلحة» إلى الحركة، وهو أمر اعتبره صعباً بسبب وجود الأنفاق. كما رأى أن تقديم الأسلحة إلى «حماس» «يعطي فرصة كبيرة للناس الذين يحاولون مواصلة تخريب الديموقراطية».
وعلى الرغم من تأييده لعدوان إسرائيل على غزة، إلا أنّ بوش دعا إلى ضرورة أن تأخذ في الاعتبار الأبرياء، قائلاً «لذلك فإننا نسعى إلى تقديم مساعدة إنسانية». وردّاً على سؤال لماذا لم يُتوصّل إلى تحقيق تسوية سلمية في عهده قال إنّه «سبق أن أعلن في خطابه عام 2002 عن حلّ الدولتين الديموقراطيّتين، اللتين تعيشان جنباً إلى جنب في أمن وسلام». وأضاف أن «معظم الناس في المنطقة وافقوا على حلّ الدولتين. معظم الفلسطينيين يريدون دولة، ومعظم الإسرائيليين يدركون ضرورة وجود ديموقراطية على حدودهم من أجل سلام دائم».
غير أنّ بوش رأى أن التحدّي الأكبر هو في «توفير الظروف التي يمكن فيها قيام دولة (فلسطينية)»، مضيفاً «لذلك فقد قمنا بتطوير قوة أمن فلسطينية في الضفة الغربية، وأصبحت تعمل بفعالية، حيث يستخدمها رئيس الحكومة سلام فياض بفعالية». كما أشار إلى أن التحدي الآخر يكمن في «تطوير اقتصاد يؤدي إلى قيام دولة ديموقراطية»، فضلاً عن تحديات أخرى، بحسب زعمه، تكمن في «مواجهة الناس الذين يريدون وقف الحرية»، مضيفاً أنّ «حماس» وتنظيم «القاعدة» وغيرهما يستخدمون العنف لمنع قيام دولة حرة، وهذا هو التحدي».
بدورها دعت فرنسا إسرائيل إلى الامتناع عن استخدام القنابل الفوسفورية في عدوانها «لتأثيرها السام على السكان». وقال المتحدث باسم الخارجية أريك شوفالييه إن «فرنسا تشارك منظمة «هيومن رايتس ووتش» في مطالبتها السلطات الإسرائيلية بعدم استخدام هذه الأسلحة نظراً إلى طبيعتها السامة والكثافة السكانية في غزة».
وفي سياق الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار، من المرتقب أن يبدأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بجولة على الشرق الأوسط، ستشمل سوريا وأراضي السلطة الفلسطينية وإسرائيل ومصر والأردن ولبنان، للضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار. وقالت المتحدثة باسمه مونتاس ميشيل إن «الهدف الأوّلي للجولة سيكون وقف إطلاق النار وحماية المدنيين».
كذلك من المرتقب أيضاً أن يُعقد غداً اجتماع طارئ لرؤساء البرلمانات الإسلامية في إسطنبول لبحث العدوان. وقال رئيس مجلس النواب الأردني، عبد الهادي المجالي، «الاجتماع سيعقد على مستوى رؤساء البرلمانات وبمشاركة واسعة».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)