نيويورك ــ نزار عبودنتيجة لتحركات عربية ودولية بعد رفض إسرائيل تطبيق القرار 1860، عقد مجلس الأمن الدولي، أمس، جلسة مغلقة استمع خلالها إلى أفكار الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قبل مغادرته نيويورك إلى المنطقة.
وقال رئيس مجلس الأمن، المندوب الفرنسي جان موريس ريبيير، إن جميع أعضاء المجلس أيدوا جولة الأمين العام، وإن الهدف المباشر هو «وقف النار الفوري وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للسكان الذي نعتقد أنه لا يزال ممكناً».
في هذه الأثناء، ناقشت كتلة عدم الانحياز أفكاراً من نوع الطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة طرد إسرائيل من المنظمة بسبب عدم التزامها قراراتها الدولية، وتحديداً القرار 181 الذي يشترط إقامة دولة فلسطينية للاعتراف بعضويتها.
من ناحيته، قال المندوب الفلسطيني لدى المنظمة الدولية، رياض منصور، إن السلطة الفلسطينية تتوجه إلى مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي لوقف العدوان وتحميل إسرائيل مسؤولية ما يجري من جرائم، ولا سيما جريمتا مدرسة الأونروا وقتل 30 فرداً من عائلة واحدة. ورأى أن القرار 1860 بصيغته الحالية كافٍ، لكن المجلس يستطيع أن يتخذ قراراً آخر في حال عدم امتثال إسرائيل، وأن يفرض آلياته بموجب الفصل السابع إذا كان هناك توافق على الأمر.
في هذا الوقت، تعهدت وزيرة الخارجية في الإدارة الأميركية المقبلة، هيلاري كلينتون، أن إدارة باراك اوباما ستبذل «كل الجهود» للتوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقالت كلينتون، في جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أمس للنظر في التصديق على تعيينها، إن «الرئيس المنتخب وأنا نتفهم ونتعاطف بشدة مع رغبة إسرائيل في الدفاع عن نفسها في الظروف الحالية، وأن تكون متحررة من الصواريخ التي تطلقها حماس». وأضافت: «نحن أيضاً متذكرون للتكلفة الإنسانية المأساوية للصراع في الشرق الأوسط، ونشعر بالألم لمعاناة المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين».
وقالت كلينتون: «ينبغي أن يدفعنا هذا إلى زيادة تصميمنا في السعي إلى اتفاق سلام عادل ودائم يجلب الأمن الحقيقي إلى إسرائيل وعلاقات طبيعية وإيجابية مع جيرانها». وأشارت إلى أن إدارة الرئيس المنتخب باراك أوباما ستعتمد سياسة «القوة الذكيّة» في المنطقة وتتعامل مع «الاحتياجات الأمنية لإسرائيل والتطلعات المشروعة للفلسطينيين في إطار السياسة البراغماتية للولايات المتحدة».
أما وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، فقد دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ورأى أن خطورة الأزمة تتطلب التزاماً سريعاً من أوباما. كذلك أقرّ بأن أي حل دائم لا يمكن التوصل إليه في هذا النزاع من دون الولايات المتحدة.