Strong>طهران تكشف شبكة أميركيّة لـ«قلب النظام»... وكلينتون تعلن حواراً معهافي وقت تضاعف فيه طهران تحركها الدبلوماسي بغية وضع حد للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تواجه تحديات داخلية جسيمة تمثلت أمس بإعلان الكشف عن شبكة تجسس مدعومة من الاستخبارات الأميركية وتعمل بإشراف الرئيس جورج بوش من أجل «قلب» النظام الإسلامي

طهران ــ محمد شمص
اعتقلت أجهزة الأمن الإيرانية، أمس، شبكة تجسس تعمل لمصلحة الاستخبارات الأميركية وتسعى لإطاحة النظام عبر «ثورة ناعمة»، حسبما وصفها المتحدث باسم السلطة القضائية علي رضا جمشيدي.
وقال جمشيدي، في مؤتمر صحافي في طهران، إن المجموعة الانقلابية تلقّت تمويلها وأوامرها من وكالة الاستخبارات المركزية «CIA» ووزارة الخارجية الأميركية وتحت إشراف إدارة الرئيس جورج بوش. وأضاف «نحن نشهد اليوم فضيحة أخرى من فضائح السيد بوش وكيف أن إدارته تتدخل في شؤون دولة أخرى» . وكشفت اعترافات العناصر الأربعة الإيرانيين من شبكة التجسس، الذين اعتقلوا في طهران، عن قيامهم بتدريب أشخاص بهدف تجنيدهم ونسج العلاقات لاستقطاب أكبر عدد ممكن للتعامل معهم.
ووعد جمشيدي بالكشف خلال الأيام القليلة المقبلة عن تفاصيل إضافية ودقيقة حول هذه المجموعة، التي بدأت محاكمة أفرادها وستصدر الأحكام القضائية بحقهم قريباً. وكانت معلومات قد أفادت بأن بعض هؤلاء الجواسيس، الذين اعتقلوا في الأشهر الأخيرة، اعتمدوا، في سبيل الحصول على معلومات سرية وعسكرية عن الجيش والحرس الثوري والأماكن العسكرية والحساسة، سياسة التقرب من المسؤولين الإيرانيين ذوي الصلة والنافذين في البلاد.
من جهة ثانية، أصدر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي الخامنئي، فتوى تحرّم على المسلمين التعامل مع شركات أميركية أو كندية أو غيرها من «الشركات التي يحتمل أن يصب التعامل أو التجارة معها في مصلحة الصهاينة أو تساهم في دعمهم وتقويتهم». وقال «يجب على كل مسلم الامتناع عن استيراد أو ترويج البضائع التي يمكن أن تستفيد منها الحكومة الإسرائيلية الغاصبة».
وعلى صعيد التحرك الدبلوماسي الذي بدأته طهران لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، أجرى رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، في العاصمة التركية أنقرة أمس، محادثات مع رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان.
وأكد لاريجاني، لدى وصوله العاصمة التركية، ضرورة التوصل الى حل لإنهاء الوضع المأسوي في غزة وقيام الدول بقطع العلاقات السياسية مع اسرائيل، فيما يشارك اليوم في الاجتماع الطارئ لاتحاد برلمانات الدول الإسلامية في مدينة اسطنبول.
وفي طرابلس، سلّم رئيس «مؤسسة الشهيد» الإيرانية، حسين دهقان، رسالة خطية من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، حول الأزمة في غزة.
وعبر الزعيم الليبي لدهقان عن تثمينه لرسالة نجاد، مؤكداً المواقف المشتركة بين إيران وليبيا تجاه الأزمة في غزة.
من جهته، أعلن وزير الخارجيه الإيراني، منوشهر متكي، أن وفداً من منظمه المؤتمر الإسلامي سيزور طهران قريباً لاستعراض آخر تطورات الوضع المأسوي في قطاع غزة. وأكد أنه بعث برسالة إلى نظيره المصري أحمد أبو الغيط، يدعوه فيها إلى المساعدة في نقل العديد من المصابين إلى إيران وأن تسمح القاهرة لفريق من الأطباء الإيرانيين بالعبور عبر معبر رفح إلى غزة لمساعدة المصابين هناك، وأن تقوم إيران بإنشاء مستشفى ميداني بالقرب من غزة لمعالجة الجرحى الفلسطينيين، كاشفاً عن أن الجانب المصري لم يرد بعد على رسالته.
في هذه الأثناء، تواصلت في أنحاء طهران تظاهرات الغضب الشعبية من العدوان الإسرائيلي على غزة. واحتشد عدد من طلاب الجامعات في ساحة فلسطين وردّدوا شعارات ضد صمت الأنظمة العربية والإسلامية التي وصفوها بالخائنة والمتآمرة.
على صعيد آخر، قالت وزيرة الخارجية الأميركية المقبلة، هيلاري كلينتون، إن الإدارة الأميركية الجديدة ستسعى إلى إقامة علاقات مع إيران، وستجرّب «نهجاً جديداً ربما يكون مختلفاً»، وذلك رداً على سؤال في مجلس الشيوخ عن خطط إدارة الرئيس المنتخب باراك أوباما الجديدة لإقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي. وأوضحت هيلاري«ما تعتقده إدارة أوباما هو أن موقفاً مشجعاً للحوار يمكن أن يكون مثمراً».
وقالت «لا تساورنا أي أوهام: نعلم أنه حتى مع إدارة جديدة تسعى إلى فتح حوار لمحاولة التأثير على موقفها (إيران) فإنه من الصعب توقع النتيجة.. لكن الرئيس المنتخب وعد باتباع هذه السياسة وسنفعل ذلك».
وكانت هيلاري كلينتون قد أبدت خلال الحملة الانتخابية تحفّظاً على رغبة أوباما في فتح حوار مع طهران من دون شروط مسبقة.