Strong>«حماس»: عباس و«فتح» هيّآ للحرب على القطاعتفجّرت القنابل الإسرائيلية في سماء قطاع غزة. سقطت فوق الأطفال والشباب والنساء والشيوخ. قتلت البعض وأحرقت آخرين. بهذه الوجوه، يزفّ الغزّاويّون 1025 شهيداً، وينتظرون وقف إطلاق النار

غزة ــ قيس صفدي
في اليوم التاسع عشر للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شهدت محاور التوغل البري لقوات الاحتلال الإسرائيلي تراجعاً ملموساً في حدة الاشتباكات مع المقاومين الفلسطينيين، فجر أمس وليل أول من أمس، ما أدى إلى استشهاد 20 فلسطينياً، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة.
الهدوء النسبي للاشتباكات المسلّحة في الميدان لم يقابله هدوء على صعيد القصف الجوي والمدفعي، إذ شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات استهدفت منازل سكنية ومقبرة، بينما تكفّلت المدفعية بقصف الأحياء السكنية القريبة من خطوط التماس مع محاور التوغل البري.
وارتفعت حصيلة شهداء الحرب الإسرائيلية إلى 1025 شهيداً، وأكثر من 4850 جريحاً، فيما واصلت فرق الإسعاف والطوارئ انتشال جثث شهداء مكثوا أياماً تحت الأنقاض والركام في منازل سكنية ومنشآت مدمرة.
ودارت اشتباكات متفرقة بين مقاومين في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، وقوات الاحتلال في غير محور، أدّت إلى جرح 17 جندياً إسرائيلياً، بحسب اعتراف مصادر إسرائيلية.
وواصلت المقاومة إطلاق صواريخ «غراد» الروسية الصنع، وأخرى محلّية الصنع، تجاه مدن وبلدات ومواقع إسرائيلية في فلسطين المحتلة عام 48، وسقط اثنان منها في بئر السبع.
واستشهد فلسطينيان وأصيب آخران بجروح متوسطة، في غارة جوية نفذتها طائرة حربية إسرائيلية على منزل سكني في مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة. واستشهد مواطن وأصيب خمسة آخرون من عائلة عاشور جرّاء قصف مدفعي استهدف منزل العائلة في منطقة الشيماء السكنية شمال القطاع.
وأطلقت المدفعية الإسرائيلية المرابطة على امتداد خط التحديد الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 48، شرق مدينة غزة، عدة قذائف في اتجاه منازل المواطنين في حي التفاح، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية جسيمة في المنازل، وإصابة عدد من سكانها بجروح متفاوتة.
واستهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار دراجة نارية كان يستقلها مواطن ونجله في منطقة الشعف شرق مدينة غزة، ما أدى إلى إصابة الابن بجروح خطرة.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام استشهاد أحد مقاوميها أثناء اقتحامه منزلاً تحصّنت فيه قوة خاصة إسرائيلية من جنود الاحتلال، في منطقة العطاطرة غرب بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع. وأكدت وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف جنود الاحتلال، جرّاء عملية اقتحام المنزل.
وشنّت طائرة حربية إسرائيلية غارة جوية استهدفت مجموعة من المواطنين شمال مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة.
وأعلنت ألوية الناصر صلاح الدين استشهاد اثنين من مقاوميها في قصف إسرائيلي نفذته طائرة حربية شرق مدينة رفح، جنوب القطاع، وهما: محمد ومنير أبو سنيمة. كما أعلنت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، استشهاد المقاوم رمزي روحي عوض، من مخيم البريج للاجئين وسط القطاع، في غارة استهدفته خلال تصدّيه لقوات الاحتلال قرب مستوطنة نتساريم سابقاً، بينما استشهد المقاوم في السرايا علاء أبو ريدة متأثراً بجروحه الخطرة التي أصيب بها مساء أول من أمس، في غارة استهدفته في بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس، جنوب القطاع. كذلك أصيب المقاوم في السرايا، محمد أبو دقة، بجروح خطرة في قصف استهدفه بينما كان يقود دراجة نارية في مدينة خان يونس.
ولم يسلم الأموات في قبورهم من الغارات الجوية الإسرائيلية، إذ استهدفت طائرة حربية إسرائيلية من طراز «إف 16»، الأميركية الصنع، بصاروخ مقبرة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير عشرات القبور، وتناثر جثث موتى وشهداء من قبورهم. وقال سكان في الحي إن متطوعين يقطنون في منازل مجاورة للمقبرة تطوّعوا لجمع الجثث، وإعادة دفنها من جديد.
وتزامن قصف المقبرة مع غارة جوية استهدفت منزلاً سكنياً في حي الشيخ رضوان، أدّت إلى استشهاد المواطن أسامة أبو جياب، وهو جار لصاحب المنزل المستهدف، بينما أصيب عشرة فلسطينيين من الجيران بجروح مختلفة.
وأطلقت طائرات حربية إسرائيلية من طراز «إف 16» حوالى أربعين صاروخاً استهدفت منطقة أنفاق التهريب المنتشرة بمحاذاة الحدود بين القطاع ومصر، في مدينة رفح، جنوب القطاع، ما أدى إلى تدمير عدد من الأنفاق والمنازل السكنية المجاورة.
وقال سكان في بلدة خزاعة، جنوب شرق القطاع، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي التي انسحبت من البلدة بعد ساعات من التوغل، خلّفت وراءها دماراً كبيراً طاول حوالى 40 منزلاً، ومساحات واسعة من الأراضي الزراعية.
في هذا الوقت، اتهم نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، موسى أبو مرزوق، حركة «فتح» ورئيسها محمود عباس، بـ«تهيئة المناخ لشنّ الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة». وأضاف، في مقابلة مع تلفزيون «ألفا» اليوناني، أنه «لا شك لدى الحركة الإسلامية في أن عباس كان يعلم مسبقاً بالهجوم الإسرائيلي، لأن هذا العدوان ما كان ليحدث إلا بتفاهمات إقليمية قبل التفاهمات الدولية».
وشبّه أبو مرزوق إسرائيل بالنظام النازي قائلاً «الإسرائيليون يفعلون ويقلّدون قاتليهم ومن ظلمهم عبر التاريخ. هم يقلّدون الآن النازيين». وأضاف «يطلقون قنابل حارقة لتحرق الناس، ولا تصيب إلا الأجزاء البشرية».
إلى ذلك، قالت المديرة العامة لليونيسيف، آن فينمان، إن «مقتل أكثر من 300 طفل جرّاء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، غير مقبول»، مشيرة إلى أنهم «يدفعون ثمن نزاع لا دخل لهم فيه».