دعا زعيم تنظيم «القاعدة»، في تسجيل صوتي جديد أمس، المسلمين إلى «الجهاد المقدس» لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووجه انتقادات للحكام العرب، واصفاً إياهم بأنهم خانوا أماناتهمبعد انقطاع دام ثمانية أشهر، عاد زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن إلى التسجيلات الصوتية، هذه المرة على خلفيّة العدوان الإسرائيلي على غزّة. وتوجّه في الرسالة، التي بثتها العديد من المواقع الإسلامية، إلى الأمة الإسلامية قائلاً «أقف أمامكم اليوم لأقول كلمة حق تعيننا بإذن الله على استعادة ما اغتصب من الحق، كلمة حق لا تداهن ملكاً أو أميراً، ولا عالماً أو وزيراً، كلمة لا تعترف بالشرعية الدولية الزائفة، ولا تهاب مجلس أمن الدول الكبرى، الذي ينشر الرعب على المستضعفين في الدول الصغرى كفلسطين والعراق ... إنها الجهاد المقدس لاسترجاع بيت المقدس والقدس».
كما حمل بن لادن على الحكام العرب، معتبراً أن «من أعظم مكامن الخلل في الجهود السابقة لتحرير فلسطين هو أن الذين تولوا شأنها هم الحكام الذين خانوا أماناتهم». كما انتقد «ما تقوم به الحكومات اليوم من اجتماعات وزارية وإحالة القضية إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة» لأنه «طريق للهروب من المسؤولية وتضييع للقضية الفلسطينية».
كذلك رأى بن لادن أن «ما يطلبه قادة الجماعات الإسلامية من إذن بالجهاد من الحكام لتحرير فلسطين، أو دعوتهم إلى الانسجام مع رغبات الشعب، هو أيضاً طريق للهروب من المسؤولية». وأضاف أن الواجب هو «التحريض على الجهاد المتعين وتكتيب الشباب في الكتائب للجهاد في سبيل الله ضد التحالف الصهيو ـــ صليبي ووكلائه في المنطقة، وليس تنفيس طاقات الشباب بالنزول إلى الشوارع بالتظاهرات بغير سلاح». واستشهد بن لادن بما حل من «هزيمة كبرى بالاتحاد السوفياتي في أفغانستان» و«ترنح أميركا اليوم تحت ضربات المجاهدين وتداعياتها...» للدلالة على قدرة الأمة على هزيمة أعدائها. كما رأى «أن الخاسر الأول من انحسار الظلم الأميركي هو الكيان الصهيوني، إذ إنه بذلك يفقد أحد أهم مقومات بقائه وشرايين حياته». وأضاف «أن هذا الانحسار الرهيب والسريع للقوة الأميركية هو أحد الدوافع المهمة للإسرائيليين في هذا الهجوم الوحشي على غزة، في محاولة يائسة للاستفادة من الأيام الأخيرة، من فترتي رئاسة (الرئيس الأميركي جورج) بوش والمحافظين الجدد...». وتابع «من هنا فالإسرائيليون في عجلة من أمرهم للقضاء على خصومهم في غزة، واستبدالهم بعباس (الرئيس الفلسطيني) وسلطته ليحمي ظهورهم، فقاموا بهذه المجزرة الرهيبة قبل نهاية فترة بوش، وقبل أن يزداد الضعف الأميركي ظهوراً وينهار نظام الفيتو الذي بدأ العالم يشمئز منه وتتعالى الأصوات بإلغائه».
وأشار زعيم تنظيم «القاعدة» إلى أن «راية الجهاد لن تقع، وإلى استعداده لمواصلة طريق الجهاد لسبع سنوات أخرى، وسبعٍ، وسبعٍ». ولكنه تساءل «هل تستطيع أميركا أن تواصل الحرب معنا لعقود عدة مقبلة». ورأى أن التقارير والإشارات تنبئ بخلاف ذلك، وخصوصاً أن بوش ورّث خلفه باراك أوباما «حربين لا حرباً واحدة وهو عاجز عن المواصلة فيهما». وقال «نحن في طريقنا لفتح جبهات أخرى بإذن الله». كما طالب «الأمة بانتزاع حقوقها بقوة السلاح وعدم الانصياع لأولئك الذين يقولون إن الطريق لأخذ الحقوق يكون عبر صناديق الاقتراع».
وفي أول رد فعل أميركي على التسجيل الصوتي، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، غوردون جوندرو، «يبدو أن هذا الشريط يظهر عزلة بن لادن، ومحاولاته المستمرة للبقاء على صلة بالأحداث، وجمع المال، في وقت أصبحت فيه أيديولوجية القاعدة ومهمته وجدول أعماله تخضع للتساؤلات والطعن في جميع أنحاء العالم».
(الأخبار، أ ف ب)