أبحر مركب «الروح الإنسانية» المحمّل بالمساعدات، أمس، من قبرص في اتجاه سواحل غزة في محاولة جديدة لاختراق العدوان على القطاع بعد تأجيل رحلته مطلع الأسبوع لأسباب فنية، في وقت أعلنت فيه البحرية الإسرائيلية أن منع السفينة الإيرانية «إيران شاهد خرمشهر» من الدخول سببه منع تهريب الأسلحة لا جنسيتها.وتبحر على متن مركب «الروح الإنسانيّة»، التابع لحركة «غزة حرة» التي تتّخذ من الولايات المتحدة مقرّاً لها، مجموعة من النواب الأوروبيين والناشطين والأطباء الذين تراجع عددهم من 34 إلى 21 بسبب تأخير الرحلة. وهو يحمل أطناناً من المعدات الطبية الأساسيّة مثل الضمادات والأمصال والمضادات الحيوية وأدوية أخرى مخصّصة لمستشفيات غزة.
وقالت المنسقة في الحركة، هويدا عراف، لوكالة «فرانس برس»، «بعدما أصبحت السفينة جاهزة للإبحار، سنحاول الوصول إلى غزة، لا يمكننا انتظار صدور قرار إسرائيلي بالتوقف عن عمليات القتل». وأضافت «نعلم أن الأمر لن يكون سهلاً، لكن إذا منعتنا إسرائيل، فسيكون ذلك بمثابة هجوم متعمد على مدنيين ينقلون مواد إغاثة»، موضحةً أن الرحلة إلى سواحل غزة ستستغرق قرابة 24 ساعة.
بدورها، أعلنت وزارة النقل الإسرائيلية، في بيان لها، أن هذه المحاولة للوصول إلى غزة «استفزازية ومحفوفة بالمخاطر». أما السلطات القبرصية، فقد أعربت عن دعمها للرحلات البحرية المتوجهة إلى غزة، ودعت إسرائيل إلى السماح لسفن المساعدات بالوصول إلى سواحل القطاع بسلام. ويشار إلى أن هذه ليست الرحلة الأولى لهذا المركب، الذي قام بعدد من المحاولات الناجحة انطلاقاً من قبرص اعتباراً من آب 2008، قبل أن يتعرض الشهر الماضي لصدم من جانب زورق حربي إسرائيلي في المياه الدولية وأصيب بأضرار جراء الحادث، الذي وصفه الركاب بأنه متعمّد.
وعلى مستوى آخر، أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي أن السفينة الإيرانية، التي جرى اعتراضها أول من أمس، مُنعت من الوصول إلى غزة كجزء من الحصار البحري المفروض على القطاع بهدف منع تهريب الأسلحة، لا بسبب انتمائها إلى الدولة الإيرانية.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن مركباً إسرائيليّاً اقترب من السفينة، وأعلن عبر اللاسلكي عن الحصار، وأبلغها أنه لن يسمح لها بالمرور، ولم يحدث أي التحام بين الجانبين. الأمر الذي أكده أيضاً التلفزيون الإيراني. وبالتزامن مع الموقف الإسرائيلي، نقلت القناة الإيرانية عن الرئيس محمود أحمدي نجاد قوله إن بلاده زادت من جهودها الدبلوماسية للدفع نحو إنهاء الاعتداءات الإسرائيلية. وأوضح أنه «على المدى القصير، الخطوة الأهم هي إنهاء الاعتداءات، والحصار والاعتراف بحقوق الغزاويين»، فيما شدد وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، على أن بلاده ستفعل ما بوسعها لإيصال السفينة إلى غزة.
(أ ف ب، رويترز، أ ب)