واشنطن ــ محمد سعيدتبحث الولايات المتحدة حالياً عن ميناء آخر لإرسال شحنات كبيرة من الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، لتعويضها عما استخدمته في عدوانها على قطاع غزة، في وقت نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين إسرائيليين اعترافهم بعدم قدرتهم على تحقيق الأهداف الرئيسة للعدوان.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جيف موريل، إن هذه الشحنة متفق عليها منذ الصيف الماضي، تتوجه إلى المخزون الأميركي من الأسلحة الموجودة لدى إسرائيل منذ نحو 20 عاماً، الذي يحتاج إلى تعزيز من آن لآخر.
وادعى موريل أن مسألة تعزيز المخزون الاستراتيجي من السلاح الأميركي في بعض الدول الحليفة هو أمر روتيني معتاد، وأن مسألة السماح لبعض هذه الدول بالوصول إليه هو ترتيب عادي، قائلاً «إن البنتاغون كان قد نسق هذا الأمر مع إسرائيل في صيف 2008 ثم أقره في تشرين الثاني من العام نفسه، وهي تواريخ تسبق الصراع الجاري في غزة».
وأضاف موريل «أن لدى الحكومة اليونانية تحفظات على السماح بتفريغ هذه الشحنة على أرضها قبل توصيلها لإسرائيل، وأن الولايات المتحدة تبحث على بديل لتوصيل الشحنة»، لافتاً إلى أنه «لم يُتوصل حتى الآن إلى القرار النهائي بشأن البديل عن اليونان». وقال إنه لا يدري ما إذا كان الوضع في غزة هو الذي جعل اليونان تتخذ هذا القرار، إلا أن البنتاغون يبحث عن بديل آمن لتوصيل «هذه الشحنة لحليفنا إسرائيل».
وفي السياق، اتهمت المعارضة اليونانية الحكومة المحافظة، بالسماح بإرسال شحنات أميركية من الأسلحة من ميناء يوناني لمدة أكثر من عام على الرغم من نفي الحكومة. وتساءلت الأحزاب المعارضة عما إذا كانت هذه الشحنات قد أقرتها الحكومة، و«هل توافق وزارة الخارجية والوزارات الأخرى ذات الصلة على هذه الشحنات، أم أن القانون الدولي حلت محله ممارسات تضعف سيادة هذه البلاد؟». بدورها، أعلنت الحركة القومية اليونانية الاشتراكية أن الشحنات المزعومة رتبت لها قوات من قيادة النقل في البحرية الأميركية تتخذ من اليونان مقراً بموافقة السلطات في أثينا، داعيةً إلى نشر كل الوثائق ذات الصلة بالموضوع.
من جهة ثانية، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية، لم تفصح عن أسمائهم، اعترافهم بعدم قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها الرئيسة من العدوان، حتى بعد أكثر من أسبوعين من الحرب.
وقالت الصحيفة إن «هذه التعليقات التي تعكس وجهات النظر بين بعض المسؤولين الإسرائيليين، بأن أي حل دائم للصراع يتطلب إما اتفاقاً دبلوماسياً يقيد بشدة قدرة حماس العسكرية أو هجوماً برياً أعمق في المناطق السكنية في غزة، وهو ما يعرف «بالمرحلة الثالثة» للحرب». أما في داخل قطاع غزة، فقال المسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية، إن «الجناح العسكري لحركة حماس تعرّض لبعض الأضرار البسيطة، ولكنه لا يزال قادراً على إطلاق 20 إلى 30 صاروخاً يومياً، بينها 5 إلى 10 صواريخ مداها أطول من 20 كيلومتراً».