strong>عرقل الهلع الجماهيري الذي تسببت به آلة القتل الإسرائيلية في قطاع غزة الجهود التي تبذلها أوروبا لتعميق علاقاتها مع تل أبيب، فبات عقد قمة مشتركة أوائل هذا العام محفوفاً بالمخاطرقرر الاتحاد الأوروبي وإسرائيل تجميد محادثاتهما بشأن تعزيز العلاقات بينهما، وذلك على ضوء الحرب في غزة. وقال رئيس وفد المفوضية الأوروبية إلى إسرائيل، راميرو كيبريان ـــــ اوزال، «هناك توقف في دفع تعزيز العلاقات الثنائية إلى الأمام». وأضاف «لقد قرر الجانبان أنه من المناسب التوقف. والجانبان يدركان أنّ هذا الوقت ملائم للتوقف».
ولفت أوزال إلى أنّ «نطاق رفع مستوى العلاقات وتوقيته يجب أن يكون في إطار عملية السلام في الشرق الأوسط». وقال «علينا أن نرى طول فترة التوقف وعمقها، وكيف يسير النزاع وكيف ستخرج إسرائيل شريكاً للاتحاد الأوروبي من هذا النزاع». وختم «آمل أن ينتهي النزاع المسلح، وأن تظهر نتائج ملائمة لتجديد عملية» رفع مستواها.
وجاء هذا التصريح بعد أسبوع من دعوة كبرى المنظمات الإنسانية دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى تعليق خططها لرفع مستوى العلاقات مع الدولة العبرية إلى حين التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ودخول المساعدات من دون عوائق. وقال مدير «كريستشن ايد» في بريطانيا وإيرلندا، داليب موكارجي، في بيان دعمته كل من منظمة «أوكسفام» الدولية ومنظمة «الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان»، «من غير المعقول أن نقدم مزيداً من المزايا المرتبطة بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي إلى حكومة تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان، وترفض التفاوض من أجل مواصلة العنف».
وكان الاتحاد الأوروبي قد وافق العام الماضي على تطوير العلاقات السياسية والتجارية مع إسرائيل، على أن يشمل ذلك عقد قمم بانتظام بين الجانبين، على الرغم من احتجاجات المسؤولين الفلسطينيين. لكن مبعوثي الاتحاد الأوروبي أشاروا إلى صياغة الاتفاق التي تربط بشكل فضفاض أي خطوات لتطبيق الاتفاق بالتقدم في جهود السلام. وعن إمكان عقد القمة الأوروبية ـــــ الإسرائيلية المرجحة في نيسان المقبل، صرح دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي في بروكسل أنهم لا يرون إشارات تذكر على الاستعدادات لهذا الحدث. وقال دبلوماسي أوروبي «إذا أعلنا عن قمة الآن فستكون هذه كارثة»، في إشارة إلى الغضب الجماهيري.
في المقابل، نفى مصدر دبلوماسي إسرائيلي أن تكون هناك بوادر على تضرر العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل أو على أن القمة أُجّلت. وقال «لا نرى أي تغير في قواعد اللعبة»، مضيفاً أن إسرائيل لا ترى أي صلة مباشرة بين التطوير المزمع للعلاقات والجهود الرامية إلى إنهاء الصراع.
(أ ف ب، رويترز)