استبعد أيّ حلّ بلا «حماس»... ورحّب بأوباما في دمشقحذّر الرئيس السوري بشّار الأسد، أمس، من أن تؤدّي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة إلى تغذية التطرف والإرهاب في العالمين العربي والإسلامي. وقال، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، «بي بي سي»، إنّ «تداعيات الحرب أكثر خطورة من الحرب نفسها من ناحية تغذية التطرف والإرهاب في المنطقة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «وقفاً دائماً لإطلاق النار في غزة، يمكن أن يتحقق فقط إذا لُبِّيَت شروط الطرفين» الإسرائيلي والفلسطيني. وفيما لفت الرئيس السوري إلى أن «اليأس يقود إلى التطرف الذي يؤدي بدوره إلى انتشار الإرهاب»، فإنه صنّف الوضع في غزة في إطار مزدوج: «أزمة سياسية وإنسانية معاً»، مضيفاً أنه بهدف حلّ الأزمة «يجدر العمل على الشقّين تتوازٍ، وإلا فإنّ جذور الإرهاب سوف تتغذّى».
وعن دور بلاده في وقف المجازر الإسرائيلية، كشف الأسد عن أنّ دمشق «تبذل كل الجهود التي يمكن أن تؤدّي إلى إبرام هدنة». وعن ماهية هذه الجهود، أوضح الرئيس السوري أنّ قيادته «تعمل بالتنسيق مع عدة دول، أبرزها فرنسا»، كاشفاً عن أن حركة «حماس» وافقت بالفعل على الحاجة لتثبيت وقف دائم لإطلاق النار.
وبحسب الأسد، فإنّ «حماس» ترى أنّ توقفها عن إطلاق الصواريخ على المستوطنات، «أمر مشروط بأن يحترم الطرف الإسرائيلي كاملاً وقف إطلاق النار»، مذكراً بأنّ الاحتلال سبق أن «خرق وقف إطلاق النار، ولم يلتزم فكّ الحصار عن القطاع الفلسطيني»، في إشارة إلى خرق تل أبيب بنود التهدئة المبرمة بوساطة مصرية مع المقاومة الفلسطينية، التي انتهت في 19 كانون الأول الماضي.
ورأى الأسد أنّ عدم احترام تل أبيب التزاماتها السابقة لوقف إطلاق النار، وإخفاقها في مسار السلام، يبرّران استمرار المقاومة الفلسطينية. واختصر المعادلة بالتالي: «عندما لا تقبلون بشروط السلام، عليكم أن تنتظروا مقاومةً»، معيداً إلى الأذهان حقيقة أنّ الدولة العبرية لم تلتزم منذ عام 1991 (مفاوضات مدريد) بشروط السلام.
وقدّم الأسد دعماً مباشراً لحركة «حماس»، عندما جزم بأنه «لنجاح أي محادثات سلام إسرائيلية ـــــ فلسطينية مستقبلية، يجب أن تكون حماس موجودة».
وعن هذا الموضوع، أوضح الأسد أن حركة المقاومة الإسلامية «مؤثّرة، وهو الأمر الأهم، لذلك يجب انخراطهم في أي تحرّك، وإلا فلن ينجح أي مشروع».
وكرّر الأسد التشديد على أمله أن يسارع الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما «بالعمل الجدي والمباشر في مسار السلام فور تنصيبه في مكتبه الرئاسي في البيت الأبيض». وفي السياق، رحّب الأسد بأوباما في العاصمة السورية «في أي وقت يريد للتنسيق في موضوع السلام».
(الأخبار)