الهبارية ــ عساف أبو رحاللا تزال عملية إطلاق الصواريخ التي انطلقت أول من أمس من منطقة العرقوب باتجاه اسرائيل، والردّ عليها، مثار اهتمام الأهالي ومحور أحاديثهم، وخصوصاً أنها تمت على مسافة مئات قليلة من الأمتار من مدرسة تضم نحو 160 تلميذاً. تذهب تساؤلات بعض الأهالي وتعليقاتهم بعيداً في التحليل، يدور أبرزها حول أهداف هذا العمل، مكان وضع الصواريخ، وعمّا إذا كان المقصود منه استدراج رد عسكريّ إسرائيلي على المدرسة، ما كان سيؤدي إلى سقوط أطفال، وبالتالي يسمح بالتذرع لفتح جبهة جديدة من لبنان. إلا أن عدداً من الأهالي الذين يصفون العمل بالعشوائي والمؤذي، يجدون أن العملية تندرج في إطار عمل غير مسؤول. رفضهم للحادثة لا يعني رفضهم للمقاومة، التي كانوا أول من احتضنها وقدّم لها كل وسائل الدعم، وكانوا دائماً في طليعة المقاومين. برأيهم، هم لا يزالون في الخندق نفسه، الداعم لأهالي غزة وفلسطين، ولكن ضمن برنامج عمل مقاوم بعيد عن العشوائية التي من شأنها إلحاق الضرر بمصالح الجميع، بمن فيهم أهل غزة وفلسطين.
يقول المواطن علي الشعار من بلدة الهبارية: «نحن متضامنون مع أهالي غزة، لكن ما حصل (أول من) أمس يهدف إلى تخريب المنطقة وتشويه العمل المقاوم الصحيح لأنه يؤدي إلى خلخلة الأوضاع والعودة إلى أجواء التدمير والتهجير. هذه السمفونية اعتادها الأهالي منذ ستينيات القرن الماضي وهي بعيدة كل البعد عن العمل المقاوم المنظم».
أما أحمد عقل، فيؤكد أن ما حدث لا علاقة لبلدة الهباريه به. «صحيح أنه يوجد أحزاب متنوعة في البلدة، لكنها كلها تعمل تحت راية الجيش والدولة. هذه المنطقة جبلية ومعروفة من كل المنظمات والفصائل والأحزاب التي توالت عليها منذ بداية الصراع مع الاحتلال. أهالي المنطقة مسالمون وداعمون للقضية الفلسطينية بعيداً عن الطريقة العشوائية التي شهدناها». وهذا ما يؤكده مختار البلدة وجيه أبو همين: «إن الأهالي مع العمل المقاوم المدروس، والجميع مستعدون للتضحية ضمن إطار مسؤول بعيد عن العشوائية التي تجلب الخراب والدمار».
مدرسة الإيمان، التي انطلقت الصواريخ بالقرب منها أول من أمس وأقفلت أبوابها، عادت أمس إلى العمل طبيعياً. لكن مديرها وسيم سويد يلفت إلى نسبة غياب وصلت إلى 40 في المئة، والسبب هو خوف الأهالي على أبنائهم. ويقول إن المدرسة «تضم 160 تلميذاً، إضافة الى الجسم التعليمي. شاء القدر أن الرد الإسرائيلي اقتصر على محيط المدرسة وسبب أضراراً مادية بسيطة». سويد يشارك أبناء منطقته آراءهم، بالنسبة إليه «حادثة الأمس ارتجالية، وهي تضر بالمدرسة وأطفال البلدة»، مؤكداً «نحن مع العمل المقاوم المدروس على غرار ما حصل في عدوان تموز 2006».