بدأت إسرائيل التحضير لمرحلة ما بعد «عدوان غزّة»، وخصوصاً على صعيد عدم السماح لإيران و«حماس» بتثمير موضوع إعادة إعمار غزّة سياسياً كما حصل في لبنان
يحيى دبوق
كشفت صحيفة «هآرتس»، أمس، عن أن إسرائيل تنوي العمل على منع إيران وحركة «حماس» من إعادة إعمار قطاع غزة، وأن الدولة العبرية ستبدأ العمل على ترميم صورتها لدى الرأي العام الغربي نتيجة استهدافها المدنيين.
وذكرت الصحيفة أن وزارة الخارجية شكّلت بالفعل طاقماً خاصاً مهمته الإعداد «لمرحلة ما بعد الحرب» على قطاع غزة. وجرى تكليف الطاقم بإعداد توصيات عملية لمواجهة ما تخشاه تل أبيب من تطورات اليوم الذي يلي انتهاء الحرب، أي «سيطرة إيران وحماس على جهود إعمار القطاع».
وبحسب الصحيفة نفسها، فإن «إحدى المهام الأساسية التي أُوكلت إلى الطاقم، هي التوصل إلى توصية بشأن الموقف الإسرائيلي من جهود إعادة إعمار غزة، خشية تكرار السيناريو اللبناني». وتذكّر في هذا السياق بأن إيران عمدت بعد عدوان تموز 2006 إلى «تمويل إعادة إعمار لبنان بمئات الملايين من الدولارات، حيث قام حزب الله بتحويلها إلى الآلاف من العائلات كي تتمكن من إعمار منازلها المدمرة».
وتعزو مصادر وزارة الخارجية الإسرائيلية ارتفاع شعبية الحزب إلى هذا الدعم الإيراني بالتحديد. وعن الغاية الثانية من تشكيل هذا الطاقم، أشارت «هآرتس» إلى أنه يهدف إلى «العمل على بلورة آلية تمكّن سلطة الرئيس محمود عباس والجهات العربية والدولية من تركيز جهودها على جمع أموال التبرعات وتنفيذ عمليات الإعمار بنفسها، لحرمان حماس من مكاسب».
وبشأن المهمة الثانية الموكلة إلى الطاقم، قالت الصحيفة إنها تتعلق بإعادة ترميم صورة إسرائيل دولياً، ذلك أن الخارجية الإسرائيلية تفترض أن دولة الاحتلال تلقت «ضربة معنوية قاسية» على مستوى الرأي العام في العالم الغربي، نتيجة قيامها بضرب المدنيين.
وتتوقع الوزارة أنه بعد انتهاء المعارك، وعندما تدخل وسائل الإعلام الأجنبية إلى القطاع المنكوب، «ستزداد موجة الإدانة ضد إسرائيل، وخاصة مع الكشف الكامل لصور الدمار». وعن الرسالة المراد إيصالها إلى العالم العربي فهي أن تل أبيب «لن تقبل بأن يطلق أحد النار على مواطنيها»، بينما يهمها القول للغرب إنها «ما زالت دولة ديموقراطية، وقيمها مشابهة لأوروبا وأميركا».
في المقابل، تشير مصادر وزارة الخارجية إلى أن «هذه الرسائل الإعلامية لن تكفي، وعلى إسرائيل أن تعمد إلى إجراءات سياسية مختلفة، من أجل تغيير النظرة السلبية حيالها».