الاحتلال يستهدف الصحافيّين والمستشفيات... والشهداء أكثر من 1100 حمل يوم أمس الرقم عشرين لبدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. غطت السماء سحب سوداء كثيفة، أحدثها قصف كان الأعنف على الإطلاق طوال فترة العدوان. حدث جللٌ أعلنه الجيش الإسرائيلي، وهو اغتيال وزير الداخلية في الحكومة المقالة، سعيد صيام، وابنه، إضافة إلى شقيقه زياد. خبر أكدته حركة «حماس»، التي توعدت ذراعها العسكرية «كتائب القسام» بالرد عليه.
سبق هذا الحدث، إقدام القوات الإسرائيلية على استهداف المؤسسات الإعلامية، في محاولة للتغطية على المجازر التي ترتكبها، إضافة إلى إطلاق القذائف على المساجد والمستشفيات، وتوغلها في أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في غزة.
وأعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أنه «خلال عملية مشتركة للجيش الإسرائيلي والشين بيت (جهاز الأمن الداخلي)، قصفت طائرات منزلاً في غزة كان بداخله سعيد صيام وشقيقه أياد صيام وشخص ثالث».
وتوعدت كتائب عز الدين القسام «بالرد على اغتيال القيادي في الحركة سعيد صيام»، مؤكدة أن «دماءه لن تذهب هدراً». بدوره، أعلن القيادي في «حماس»، محمد نزال، أن «قتل قادة حماس لن يغير من موقف الحركة المتشدد تجاه إسرائيل»، مضيفاً أن «التهديدات لا تخيفنا. قادتنا كرّسوا أنفسهم للاستشهاد».
وسبق عملية الاغتيال أن كثّفت الطائرات الحربية غاراتها الجوية منذ ليل أمس، كذلك أطلقت الدبابات القذائف في كل الاتجاهات وخصوصاً في بلدتي جباليا وبيت لاهيا في شمال قطاع غزة، ومنطقتي الزيتون وتل الهوى في جنوب المدينة.
وللمرة الأولى منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة، توغلت عشرات الآليات المدرعة في وسط منطقة تل الهوى، وهي أول منطقة مكتظة بالسكان تدخلها قوات الاحتلال. وذكر شهود عيان أن «اشتباكات عنيفة دارت مع مقاتلين فلسطينيين، وسمع أصوات انفجارات تهز المنطقة».
وأوضح شهود عيان أن «الجيش الإسرائيلي تمركز في حي تل الهوي غرب مدينة غزة، وسيطر عليه». وأضافوا أن «الدبابات الإسرائيلية تمركزت في الشوارع الرئيسية لحي تل الهوى السكني، وهي تطلق القذائف والنيران باتجاه الأبراج السكنية، ما أدى إلى هروب آلاف العائلات».
في هذا الوقت، يبدو أن إسرائيل تصر على تغطية مجازرها بحق الغزاويين، إذ قصفت مبنى «الشروق» الذي يضم عدداً من وسائل الإعلام العربية والدولية، منها وكالة «رويترز» وشبكتا «فوكس» و«سكاي نيوز» الأميركيتان وقناتا «العربية» و«أم بي سي»، ما أدى إلى إصابة مصورين فلسطينيين يعملان لدى تلفزيون أبو ظبي، إضافة إلى إخلاء المبنى وتعطيل التغطية الميدانية للقتال.
وقال صحافيو «رويترز»، الذين كانوا يعملون في المبنى، إن «الجزء الجنوبي من الطبقة الثالثة عشرة من برج الشروق في وسط المدينة، ضرب بصاروخ أو قذيفة إسرائيلية». وكان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد اتصل بفريق عمل «رويترز» في القدس المحتلة مباشرة قبيل الانفجار، للتأكد من موقع المكتب في غزة. وقدمت «رويترز» إحداثيات مكتبها إلى جيش الاحتلال في بداية الحرب، وتمت طمأنتها أكثر من مرة بأنه «غير مستهدف».
وبعد وقوع الانفجار، قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إنها «تتحرى الأمر»، مضيفة أن «القوات كانت مشتبكة مع مقاتلي حماس، وتتبادل إطلاق النار في المدينة، واستولى المقاتلون على مكتب إعلامي في المنطقة نفسها».
وفي السياق، أعلن المدير العام لدائرة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية «ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في اليوم العشرين لبدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى 1090 شهيداً، وأكثر من 5080 جريحاً». وأوضح أن «خمسة أشخاص من عائلة واحدة قتلوا بقذيفة دبابة في بلدة جباليا».
وقال مسعفون فلسطينيون إن «ضربة جوية إسرائيلية قتلت ثلاثة أشخاص في منزل قريب من مكان إقامة القيادي في حماس، محمود الزهار»، من دون تحقيق إصابات. وأوضح آخرون أن «أربعة ناشطين قُتلوا في غارة جوية في جنوب القطاع». كذلك أعلنت لجان المقاومة الشعبية أن «اثنين من مقاتليها قتلا في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية شرق مدينة غزة».
ولم تكتف إسرائيل بقتل المدنيين، بل انتقلت إلى الشهداء والمصابين المكدسين في المستشفيات، إذ اشتعلت النيران في مستشفى «القدس» التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في حي تل الهوى غرب مدينة غزة، بعد سقوط قنابل إسرائيلية. وقال موظف في قسم الاستعلامات من داخل المستشفى إن «النيران تشتعل في كل المبنى إثر سقوط شظايا لقنابل فوسفورية»، مضيفاً «يوجد في المستشفى أكثر من 500 مريض، إضافة إلى الطواقم الطبية».
وفي رفح في جنوب قطاع غزة، قتل ستة فلسطينيين في عدة غارات جوية ليل الخميس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي سقوط 20 صاروخاً على جنوب إسرائيل، من دون وقوع ضحايا.
إلى ذلك، أعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جاكوب كيلنبرغر، أن «الوضع الإنساني في قطاع غزة مروّع».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، معا)