strong>أردوغان يطالب بطرد إسرائيل من الأمم المتحدة ولافروف يروّج لـ«المبادرة المصرية»
تصاعدت حدّة الانتقادات لإسرائيل، مع استمرار الهجوم على قطاع غزة، وبلغت حدّ مطالبة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بطردها من الأمم المتحدة، فيما واصل المسؤولون الإيرانيون هجومهم على بعض الزعماء العرب، الذين وصفهم المرشد الأعلى علي خامنئي بـ«الخونة»
هاجم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، آيه الله علي خامنئي، في رسالة وجّهها أمس إلى رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، بعض الزعماء العرب «الخونة» الذين وقفوا ضد المقاومة في غزة، معتبراً أن «مصيرهم لن يكون أفضل من اليهود في معركة الأحزاب».
وخاطب خامنئي هنيّة قائلاً إن «انتصاركم ومقاومتكم في هذه الأيام سيقود العدو إلى مزيد من الهزائم»، معتبراً أن صمود المقاومة في غزة «أدّى إلى فضح أميركا وداعمي الكيان الصهيوني والخونة والمنافقين في الأمة الإسلامية».
وقال خامنئي «ليعلم بعض العرب الخونة أن مصيرهم لن يكون أفضل من اليهود في معركة الأحزاب»، في إشارة إلى هزيمتهم في التاريخ أمام جيش محمد. ورأى أن شعوب العالم كلها تقف إلى جانب مجاهدي غزة وأهلها «وأن‌ أي حكومة تتصرّف خلاف ذلك ستعمل على تعميق الهوّة بينها وبين شعبها، ومصير هذه الحكومات واضح تماماً».
وفي أنقرة، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان، إنه ينبغي منع إسرائيل من دخول مقر الأمم المتحدة بسبب تجاهلها دعوة من مجلس الأمن إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزةوقال أردوغان، في كلمة إلى حزبه نقلت على الهواء عبر التلفزيون، إن «إسرائيل لا تلتزم بقرار الأمم المتحدة الملزم في ما يتعلق بوقف إطلاق النار. هذه عادة لإسرائيل. إسرائيل دولة لم تلتزم بمئات من قرارات الأمم المتحدة في الماضي... أريد أن أسأل الأمم المتحدة... كيف يمكن السماح لدولة تتجاهل باستمرار قرارات مجلس الأمن الدولي بالدخول من بوابات (مقر) الأمم المتحدة».
في غضون ذلك، أجرى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في أنقرة محادثات مع الرئيس عبد الله غول ووزير الخارجية علي باباجان، قبل أن يلتقي مجدداً أردوغان حول مائدة العشاء.
ولدى وصول بان، الذي يقوم بزيارة قصيرة تندرج في إطار جولته الإقليمية الرامية إلى وضع حد للعدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، تجمّع مئات المتظاهرين قرب مبنى الأمم المتحدة في العاصمة التركية، ودعوا إلى «حل الأمم المتحدة» واتهموها «بالتواطؤ مع إسرائيل».
وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده طلبت من إيران وسوريا المساعدة على إقناع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقبول الاقتراح المصري لإنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي، إن «المبادرة المصرية... بالنسبة إلينا هي الأفضل، ونعتقد بأن كل الجهود يجب أن تعمل على دعمها». وأضاف «في هذا الخصوص، بعثنا بإشارات ذات صلة لممثلي حماس وتلك الدول التي لديها نفوذ على حماس... أولاً وقبل شيء إيران وسوريا. تحدثنا مع زملائنا. آمل أن يركز الجميع على ذلك».
في هذا الوقت، فشلت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في جلستها النهارية أمس، في اتخاذ قرار يتمّ بموجبه إنشاء لجنة تحقيق دولية في جرائم الحرب الإسرائيلية ضدّ قطاع غزة. وأسهمت الضغوط الأوروبية والأميركية في تأجيل التصويت على مشروع القرار لساعات. وكان مشروع القرار الذي ناقشته الجمعية العامة للأمم المتحدة، أضعف بكثير مما انتظره الفلسطينيون في غزة، بسبب حرص أطراف عربية على نيل دعم المجموعة الأوروبية له.
إلا أن الجلسة الطارئة العاشرة للجمعية العامة، شكلت تظاهرة إعلامية لتوضيح بشاعة العدوان الإسرائيلي.
واتسمت عشرات الكلمات التي ألقاها المندوبون باللهجة الشديدة، وبوضوح الإدانة، وكثرة استخدام عبارات مثل «الهولوكوست بحق الفلسطينيين»، و«الإبادة الجماعية». لكن في النهاية، تأجل التصويت على مشروع القرار حتى فجر اليوم، بناءً على رغبة الطرفين الأوروبي والأميركي، اللذين طلبا «مزيداً من الوقت للتشاور».
ووفقاً للمشروع نفسه، اتفق أعضاء الجمعية العامة على إبقاء الدورة الطارئة العاشرة مفتوحة، لاستئنافها في أي وقت بناءً على طلب أي دولة. وبذلك «أبقت الجمعية العامة المبادرة في يدها»، في حال عدم تطبيق القرار 1860.
كذلك عبرت الجمعية العامة عن قلقها العميق من مواصلة «الاستخدام الهائل» للدولة العبرية لقوتها العسكرية، «على الرغم من تبنّي مجلس الأمن القرار 1860».
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الصيني، يانغ جيشي، إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية، معتبراً أن الوضع «غير مقبول تماماً».
(إرنا، الأخبار، رويترز، أ ف ب)