باريس ــ بسّام الطيارةبات تنظيم المؤتمرات المانحة ميزة من ميزات الدبلوماسية الفرنسية في السنوات الأخيرة؛ ففي إطار لجنة متابعة مؤتمر المانحين للدولة الفلسطينية، عقد اجتماع حول طاولة عشاء في الكي دورسيه، شدد على وجوب التوصل السريع إلى وقف إطلاق للنار، ولكنه أظهر في الوقت نفسه عدم قدرة الاتحاد الأوروبي على أخذ موقف حاسم من الحرب في غزة.
وصدر عقب الاجتماع، الذي ضم وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير ونظيره السويدي جوناس غار ستور ومفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بنيتا فيريو فالدنر وممثل اللجنة الرباعية للسلام طوني بلير، بيان أكد «قلق المجتمعين من متابعة القتال في غزة وجنوب إسرائيل»، معتبرين أن «الخسائر في الأرواح، وخصوصاً في عداد النساء والأطفال غير ممكن تحملها»، مطالبين بـ«وقف إطلاق الصواريخ وإنهاء العمليات الإسرائيلية». ورغم تأكيد كوشنير وجود «بعض الفرص لترجمة مواقف الفرقاء بوقف لإطلاق النار»، الذي وصفه بأنه «مأمور ومطلوب بسرعة»، أوضح أنه «ليس على علم بأي رد إسرائيلي» أو ما إذا كانت الخطط تتضمن اقتراح هدنة طويلة المدى تترافق مع انسحاب إسرائيلي «في مهلة خمسة إلى سبعة أيام». وأشار إلى أن «هذا الطرح يمثّل جزءاً من الاقتراحات المتداولة».
بدورها، أشارت مختلف التصريحات إلى الرغبة بـ«الرد بأسرع ما يمكن على الحالة الإنسانية الطارئة في غزة»، وذكر أكثر من مصدر أن الاجتماع تطرق أيضاً إلى سبل إيصال هذه المساعدات.
ورغم التفاؤل الفرنسي المعلن بقرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار في إطار المبادرة الفرنسية، فقد تطرق مصدر دبلوماسي فرنسي رفض الكشف عن هويته إلى دعوة قطر إلى قمة عربية طارئة، والقمة المزمع عقدها في الكويت. فقال «إن تأييدنا لأي قمة تعقد مرتبط بمدى توجه قراراتها لدعم الجهود المصرية»، مشدداً على وجوب «ضبط تهريب الصواريخ» قبل أن يضيف «إننا نعارض أي اجتماع لا يذهب في هذا الاتجاه»، قبل أن ينفي نية الرئيس الفرنسي زيارة المنطقة كما رددت بعض الأوساط.
أما التعليقات التي صدرت على البيان، فقد شددت على أن «النبرة»، التي تجنبت وضع إسرائيل في دائرة الاتهامات، تظهر «التردد والتوتر في الدبلوماسية الأوروبية العاجزة» عن حسم موقف من الحرب على غزة.
وقد أشارت مصادر أخرى إلى أن التنافر بين القوى الأوروبية، بشأن الملف الفلسطيني، وصل إلى حد «يمكن أن ينعكس على آلية عمل الاتحاد الأوروبي كقوة ضاغطة»، مشيرةً إلى «خمود المشاورات» بشأن الحرب الدائرة بين العواصم المهتمة وبراغ عاصمة تشيكيا التي ترأس الاتحاد حالياً والتي غاب وزير خارجيتها عن اجتماع المتابعة، رابطاً ذلك باستبعاد أن يقوم ساركوزي بأي تحرك قبل تنصيب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة وانقشاع صورة واضحة لما تريده الإدارة الأميركية.