تواصلت التظاهرات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني المحاصَر في غزة أمس، فيما شهدت الكويت أكبر مسيرة من نوعها في تاريخ الإمارة الخليجية، ضد إسرائيل. وسط هذا المناخ، شبّه نائب يهودي بريطاني العدوان الإسرائيلي على غزة بتصرفات النازيين الذين قتلوا جدته في سريرها وأرغموا عائلته على الفرار إلى بولندا.ودعا النائب جيرالد كوفمان، الذي ينتمي إلى حزب العمال الحاكم، إلى فرض حظر على مبيعات الأسلحة للدولة العبرية. وقال، خلال نقاش في مجلس العموم بشأن النزاع في غزة: «كانت جدتي راقدة في الفراش بسبب المرض عندما دخل النازيون إلى مدينتها، فأقدم جندي ألماني على قتلها في سريرها. لم تمت جدتي كي تكون مبرراً للجنود الإسرائيليين الذين يقتلون الجدات الفلسطينيات في غزة».
في هذا الوقت، شهدت الكويت أكبر تظاهرة في البلاد ضد إسرائيل منذ بدء الهجوم على غزة. وانطلق أكثر من 5000 شخص بعد صلاة الجمعة من المسجد الكبير في العاصمة، مطلقين هتافات ضد الاعتداءات الإسرائيلية وداعمة لـ«حماس».
وفي مصر، تظاهر حوالى 30 الف شخص في العديد المدن، رغم محاولات الشرطة منعهم من التعبير عن تضامنهم مع غزة.
كذلك تظاهر المئات من المصلين بعد صلاة الجمعة في جامع أبي حنيفة النعمان في الأعظمية ببغداد، فيما تظاهر المئات أيضاً من أعضاء المنظمات الإسلامية التابعة للرابطة الإسلامية الكردستانية، في مدينة السليمانية.
وقال المرجع الشيعي العراقي المقيم في إيران، كاظم الحائري، في بيان وزعه مكتبه في النجف: «يحرم على المسلمين جميعاً كل أشكال التعامل التي تؤدي إلى تقوية العدو الإسرائيلي، بما في ذلك أشكال التعامل الاقتصادي من بيع وشراء للبضائع». ودعا «الحكومات العربية إلى مد الشعب الفلسطيني بكل مستلزمات الدفاع عن النفس، وفي مقدمتها الأسلحة».
ومن جهته، قال النائب حارث العبيدي (جبهة التوافق)، في خطبة الجمعة في بغداد «إن الحكام العرب هم من يحاصرون الفلسطينيين ويقفلون بوجههم المعابر ويتسابقون للتطبيع مع الإسرائيليين».
وفي مخيم اليرموك بالقرب من دمشق، تجمع فلسطينيون تضامناً مع غزة، ومزقوا العلم الإسرائيلي، فيما لا يزال الأردن يشهد تحركات شعبية وتظاهرات تضامناً مع غزة منذ بداية العدوان.
وفي صنعاء، تظاهر المئات من اليمنيين، مهاجمين بعض الحكام العرب، وهاتفين لنصرة غزة.
في مدينة قم الإيرانية، سارت تظاهرة حاشدة شارك فيها طلاب جامعيون ارتدوا الأكفان. ووصف إمام جمعة قم، آية الله جوادي آملي، حكام بعض الدول الإسلامية الذين «التزموا الصمت تجاه الجرائم الصهيونية» بأنهم «شياطين خرس». وقال: «إن الله بالمرصاد لحسني مبارك (الرئيس المصري) أو للحكام المسلمين الذين هم في الظاهر يعدّون أنفسهم خدام الحرمين».
أمّا إمام جمعة طهران المؤقت، آية الله أحمد جنتي، فقد خاطب زعماء الدول العربية قائلاً: «لماذا أنتم خائفون من أميركا؟ أنتم لا تملكون الشجاعة ولا الرجولة ولا الدعم الجماهيري، لذا من الطبيعي أنكم تخافون». ورأى أن حكام مصر والسعودية يمثلون أسوأ الحكام العرب. وفي السياق، سار في مدينة إسطنبول التركية، آلاف الأشخاص، يحملون العلم الفلسطيني.
ونظّم ناشطون من جبهة تحرير جامو وكشمير، تظاهرة في مدينة سريناغار عاصمة الشطر الهندي من الإقليم، فيما مزّق المئات من المتظاهرين في كابول العلم الإسرائيلي.
أما في مدينة حيدر آباد الهندية، فقد رفع المتظاهرون أصواتهم بشتم الرئيس الأميركي جورج بوش.
وفي جاكرتا، تظاهر عدد من أعضاء حزب التحرير أمام قصر الرئاسة، بينما شهدت العاصمة الماليزية كوالالمبور، إحراق علم إسرائيل خلال تظاهرات سار فيها الآلاف.
وفي مانيلا، رسم فيليبينيون علم فلسطين على وجوههم، وتجمعوا أمام سفارة إسرائيل لدى بلادهم، في وقت تجمّع فيه عدد من ناشطي حقوق الإنسان في سيول، مرتدين أقنعة، خلال تظاهرة صامتة ضد إسرائيل أمام سفارتها لدى العاصمة الكورية الجنوبية.
وفي العاصمة التايوانية تايبيه، رفع ناشطون لافتات مستنكرة ضرب منشآت تابعة للأمم المتحدة في غزة.
وفي هذا الإطار، أصيب شاب يهودي إصابة طفيفة بطعنات سكين على يد شابين مجهولين، في فونتوناي سو بوا، القريبة من العاصمة الفرنسية باريس. وأدانت وزيرة الداخلية ميشال إليو ماري، في بيان، هذا الحادث، موضحة أن «المعتديَين بعدما لاحظا أنه (الشاب) يضع رمزاً دينياً يهودياً، وجها إليه تهديدات مناهضة للسامية وسددا إليه أربع طعنات بسكين».
وكان مصدر في الشرطة الفرنسية قد أعلن الخميس أن كتابات مؤيدة لإسرائيل كُتبت على جدران سفارة فنزويلا لدى باريس ليل الأربعاء ـــــ الخميس.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، أ ب، مهر)