نصف الألمان يرون إسرائيل «دولة عدوانيّة»
برلين ـ غسان أبو حمد
دعت الجمعيات العربية والألمانية المؤيدة للسلام إلى التظاهر بعد ظهر اليوم تضامناً مع ضحايا «محرقة غزة» بينما شُغلت وسائل الإعلام الألمانية بوجهة نظر الصحافي الإسرائيلي اليساري المعروف، يوري أفنيري، في مقالات هاجم فيها بوضوح سياسات الدولة العبرية، وسعي الإعلام الغربي إلى تشويه الحقائق ضد الفلسطينيين.
ورأت صحيفة «يونغة فيلت» أنّ «حياة البشر باتت خاضعة لبورصة القيم، بنسبة واحد إلى عشرة وربما إلى مئة»، في تعليقها على المجازر الإسرائيلية، حتى إن صحفاً عديدة ساوت بين المحرقتين النازية والصهيونية، معتبرة أنّ «اليهودي الذي كان ضحية المحرقة النازية في الماضي، تحوّل بدوره إلى جلاد نازي» على حدّ تعبير يومية «مورغن بوست».
وأشارت الإحصاءات الرسمية التي قامت بها مؤسسات معروفة، بينها «مؤسسة فورسا للإحصاء»، إلى أنّ 49 في المئة من المواطنين الألمان يرون أن إسرائيل «دولة عدوانية»، وأنّ أكثرهم انتقاداً للقيادة الإسرائيلية هم من الأحزاب والقوى اليسارية.
وجاء في الإحصاء نفسه، أن 30 في المئة من الألمان ينظرون إلى الحكومة الإسرائيلية «نظرة احتقار»، بينما بدّل 13 في المئة منهم موقفه المؤيّد لوجود دولة إسرائيل. ولم تقف حدود شجب المحرقة في غزة على المواطنين العرب والألمان. بل شملت أيضاً أصوات ألمان يهود، إذ رأت رئيسة «المجلس اليهودي المركزي في ألمانيا»، شارلوت كنوبلوخ، أن ما يحدث من فظائع في قطاع غزة أمر «لا يمكن تصوّره».
وقد تركت المقالة الافتتاحية التي نشرها أفنيري على موقعه الالكتروني بعنوان «كم فرقة عسكرية لدى الفاتيكان؟»، أثراً كبيراً في الشارع الألماني؛ فقد هاجم أفنيري بعض وسائل الإعلام الغربي «التي تعمل على نقل الأكاذيب وتشويه الحقائق، فتتغاضى عن نقل صور الأطفال الفلسطينيين المقطّعي الأوصال والأطراف كي تبرّر سلوك القيادة الإسرائيلية الهمجي».