شنّ الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة بهدف القضاء على مصدر خوف سكان الجنوب. ولكن بعد إنهاء إسرائيل لهجماتها الكاسحة والمدمرة على القطاع، لا تزال الصواريخ تطلق. فهل هذا يسهم بزيادة نسبة الخوف أو بانخفاضها؟قابل سكان المستوطنات الجنوبية في إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار بتحفظ يعكس حالة من عدم الرضى عن النتائج التي آل إليها العدوان، الأمر الذي عبّر عنه أيضاً سكان مدن الجنوب الإسرائيلي الذين أصبحوا ضمن دائرة الاستهداف الصاروخي للمقاومة الفلسطينية التي وضعت نحو مليون إسرائيلي في حالة تأهّب وقلق.
وقال مؤسس «هيئة أمن سديروت»، ألون دافيدي، إنه يقدّر أنه وزملاءه سيضطرون إلى التظاهر مجدداً. وأضاف «استمعت باهتمام إلى رئيس الحكومة (إيهود أولمرت)، وللأسف الشديد نحن مضطرون مرة أخرى إلى الاعتماد على المصريين ودول أخرى لمنع التهريب وإطلاق النار علينا». وتابع «إذا كانت قيادة الجبهة الداخلية تأمرنا بعدم إرسال أبنائنا إلى المدارس، فما هو نوع وقف النار هذا؟ إن هذا القرار لا يبقي لنا خياراً سوى التظاهر مجدداً والتحذير من أننا عرضة مجدداً لصواريخ القسّام».
أما رئيس بلدية سديروت إيلي مويال، فقد أعرب عن موافقته على قرار الحكومة «بشرط ألا يكون هناك قصف متجدد على سديروت». وأعرب رئيس بلدية عسقلان، بيني فاكنين، عن قلقه البالغ حيال نتائج العدوان. وقال إنه «لا أحد يقول لنا ما إذا كان القصف على عسقلان سيتوقف، ولا أحد يقول لنا ماذا سيحصل في القريب. وبحسب التقديرات التي تلقّيناها، لا تزال لدى حماس قدرة على إطلاق النار، وهذا يقلقني جداً، لأنه ليس لدينا اتفاق موقّع تعلن فيه حماس وقف النار».
من جهته، رأى رئيس بلدية أشدود، يحيئيل لاسري، أن على وقف إطلاق النار أن يتضمن التزاماً من جانب «حماس» والجهات الدولية، «ومن دون ذلك، للأسف، يبدو أننا سنبقى مكشوفين لإطلاق الصواريخ».
بدورها، رأت سوزان كوهن، التي تقيم منذ نحو ثلاثين عاماً في سديروت، أنّ «هذا عار! إن هذا القرار يعطي حماس الوقت لتعيد تسليح نفسها وتطلق علينا صواريخ القسّام».
وتساءلت نيفا بن شوشان، وهي من سكان كيبوتز برور هايل قرب سديروت، «أي وقف إطلاق نار هذا؟ كيف يمكن أن نقرر شيئاً كهذا من دون اتفاق بين الطرفين؟». وندّدت «برضوخ الحكومة للضغوط الدولية. وما سيجري الآن هو أنهم سينسوننا مجدداً».
أما مصفّف الشعر جورج ماتير، فقد روى «حين بدأت الحرب، رفعت العلم الإسرائيلي على سطح منزلي تعبيراً عن دعمي. أما اليوم، فأرغب في إنزاله». وأشار إلى أنه على الرغم من الهجوم العنيف على قطاع غزة، فإن الدولة العبرية «لم تتمكن من وقف إطلاق الصواريخ، كما لم تتمكن من تحرير جلعاد شاليط (الجندي الإسرائيلي الذي خطفته حماس في 2006)».
وفي السياق، شدّد ناتان غالكوفيتز، الذي قتلت ابنته جرّاء سقوط صاروخ «قسّام» عام 2005، على أنه «لا يؤمن بالحل العسكري ولا بوقف إطلاق نار أحادي لتسوية النزاع مع الفلسطينيين»، داعياً إلى تسوية سلمية، معتبراً أن «الهدنة لن تدوم أكثر من يومين أو ثلاثة أيام، يدخل بعدها الجيش الإسرائيلي بكامل قوته إلى غزة».
ورأت العضو في جمعية «وان فويس» التي تسعى لإقامة جسور مع فلسطينيي قطاع غزة، جوليا شايتين، أنّ «وحدها طريق المفاوضات مع مصر والأردن وأي جهة كانت، يمكن أن تقود إلى وقف إطلاق نار دائم».
وعبّر عسكري من الاحتياط، كان على الجبهة، عن اشمئزازه من الوضع: «ليس هناك وقف إطلاق نار. الصواريخ لا تزال تتساقط». ويشار إلى أنه جرى استهداف سكان جنوب إسرائيل منذ ثماني سنوات بحوالى عشرة آلاف صاروخ «قسّام»، أطلقت من قطاع غزة، وأدت إلى مقتل 21 مدنياً.
(الأخبار، أ ف ب)