strong>«خطاب أولمرت إعلان صريح بالفشل» و«وقف النار لمنح فرصة لأهلنا لفتح المعابر»أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية من دمشق وقفاً لإطلاق نار لمدة أسبوع، ينبغي لقوات الاحتلال خلاله أن تنسحب من غزة، وذلك غداة إعلان إسرائيل وقف نار من جانب واحد، في خطوة جاءت قبل يومين على تسلّم باراك أوباما السلطة في واشنطن

دمشق ـ الأخبار
بعد اجتماع لقادة المقاومة الفلسطينية أمس في دمشق، اتفقت حركتا «حماس» و«الجهاد» والفصائل الفلسطينية المتحالفة معهما، تحالف القوى الفلسطينية، على وقف لإطلاق النار ومنح إسرائيل مهلة أسبوع لسحب قواتها من قطاع غزّة.
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، موسى أبو مرزوق، في بيان تلاه خلال مؤتمر صحافي حضرته فصائل المقاومة الأخرى، «نعلن نحن فصائل المقاومة الفلسطينية وقف إطلاق نار في غزّة، ونؤكد على مواقفنا ومطالبنا بسحب قوّات العدوّ في غضون أسبوع، وفتح كل معابر الحدود من أجل السماح للمساعدات الإنسانية والمواد الأساسية بالدخول إلى القطاع».
وأضاف البيان «نحن مستعدون للتجاوب مع أي جهود، وخاصة المصرية والتركية والسورية والقطرية للوصول إلى اتفاق محدد يلبي مطالبنا المعروفة، برفع الحصار بشكل نهائي وفتح جميع المعابر بما فيها معبر رفح».
واعتبرت الفصائل إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار من طرف واحد «إعلاناً صريحاً من حكومة العدو بفشل وسائل القتل والبطش والتدمير في تحقيق الأهداف السياسية للحرب العدوانية التي تشنها». ورأت فيه «خدعة، تستهدف تضليل الرأي العام الدولي»، مشيرة إلى أن «قوات الاحتلال لا تزال متمركزة في قطاع غزة، والعدوان لا يزال مستمراً على شعبنا، بعد سريان فترة إعلان وقف إطلاق النار».
وقالت مصادر فلسطينية في الاجتماع إن قرار الفصائل بوقف إطلاق النار ليس نهائيّاً وإنما هو «لمنح فرصة لأهلنا لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية».
من جهته، أشار المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، إلى أنّ الهدنة ستعطي فرصة للحكومات العربية من أجل الضغط على إسرائيل كي تسحب كل قواتها من القطاع. وقال «خلال هذه الفترة، ستكون المقاومة جاهزة من أجل التجاوب مع مختلف الجهود المصرية والتركية والسورية والعربية، والتي ستسمح لانسحاب كلي للجنود الإسرائيليين وفتح كل المعابر الحدودية».
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت ليل أول من أمس وقف إطلاق النار من جانب واحد، تمسكت على أثره المقاومة بالقتال. وأكّدت حركة «حماس»، على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم، أنّ المقاومة باقية. وأوضح برهوم، في بيان له، إن «على العدو الصهيوني أن يوقف عدوانه، وينسحب من قطاع غزّة بشكل كامل، ويفك الحصار ويفتح المعابر»، مضيفاً «لن نقبل بوجود أي جندي واحد على أرض غزّة مهما كلفنا ذلك من ثمن. فحماس باقية والمقاومة باسلة والقيادة ثابتة».
وأوضح برهوم أن «طرح العدو وقف إطلاق النار من طرف واحد يؤكّد أن الحرب هي من طرف واحد وفي اتجاه واحد شنّها العدو على شعبنا وأهلنا». وأضاف إن «الإسرائيليين أخذوا قرار الحرب لكنهم ليسوا من يقرّر نهايتها»، متوعّداً بأنّ «دماء قادتنا لن تذهب هدراً».
وأكّد برهوم أنّ «ما رفضنا أن نعطيه تحت الحصار والدمار لن نعطيه بالأطروحات السياسية الخبيثة. نرفض أي مساس بسلاح المقاومة. وأي محاولة لتقويض المقاومة لن يكتب لها النجاح». وختم قائلاً «سنبني مواقفنا من أي مبادرة أو حل بقدر ما تجلب الخير والمصلحة لشعبنا».
كذلك أعلن ممثل «حماس» في لبنان، أسامة حمدان، في حديث بثته قناة «القدس»، أنّ «خطاب (رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود) أولمرت، هو خطاب الخيبة الثانية بعد عام 2006. المقاومة ستظل مشروعة طالما بقي الاحتلال». وأضاف «رغم الألم والوجع لكننا نستطيع أن نقول إننا نفتح باباً جديداً من أبواب النصر عندما يعلن العدو تراجعه».
بدوره، رأى المسؤول في الحركة، علي بركة، من دمشق أنّ «وقف إطلاق النار من جانب واحد لا يعني وقف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إن للعدوان أشكالاً متعددة»، مشيراً إلى أنّ «خطاب أولمرت هو خطاب لتبرير الفشل والهزيمة الإسرائيلية».
وبلهجة مماثلة، أكّدت حركة «الجهاد الإسلامي» أن القرار الإسرائيلي بوقف إطلاق النار من جانب واحد لا يعنيها «وستواصل المقاومة». وقال القيادي، خضر حبيب، إنّ حركته «لا يعنيها القرار (الإسرائيلي) وستواصل ردّها على الجرائم التي ارتبكها الاحتلال». وأضاف «إن حركة «الجهاد» ستنحاز لخيار المقاومة حتى يتوقف العدوان وتتحقق الأهداف المرجوة برفع الحصار وفتح المعابر».