يجتمع الزعماء العرب اليوم وغداً في الكويت من أجل القمة الاقتصادية العربية الأولى، التي تهدف إلى تبني مشاريع طموحة على درب التكامل الاقتصادي العربي، قبل أن يفرض العدوان على غزّة نفسه بقوّة على جدول أعمالها، وسط حال انقسام عربي تجّلى في قمتي الرياض والدوحة في الأيام الماضية، اللتين رحّلت قراراتهما من أجل غزّة إلى قمّة الكويت، التي تصحّ تسميتها «قمّة الانقسام العربي».وذكرت مصادر سوريّة مطلعة لـ«الأخبار» أن الرئيس بشار الأسد سيحضر القمّة بصفته رئيساً للقمّة العربيّة، ويلقي كلمة ثم يسلّم رئاسة القمة الاقتصادية إلى أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، وينسحب.
وكان وزير الخارجيّة السوري، وليد المعلم، قد شدد على أن الأسد سيحضر قمة الكويت «الاقتصادية». ولمّح إلى أن «الرئيس معنيّ بقمة الكويت الاقتصادية وجدول أعمالها المقرر»، من دون أن يؤكد مشاركته في الاجتماعات التشاورية حول غزة.
وفيما رأى رئيس مجلس الأمة، جاسم الخرافي، أن القمة «فرصة للتضامن العربي»، هناك من لا يجدها كذلك، لأنها تأتي بعد إعلان وقف لإطلاق النار من الجانب الإسرائيلي بعد ثلاثة أسابيع على العدوان واستشهاد أكثر من 1300 فلسطيني. ويقول مسؤول الشؤون العربية في الخارجية الليبية، محمد الطاهر سيالة، «أشرف لقمة الكويت أن تكون اقتصادية بحتة». وعن «التضامن مع غزة»، يتساءل «أي تضامن إذا لم يكن تضامناً مع المقاومة»، مشدّداً على أنّ «السؤال اليوم هو كيف ندعم المقاومة لأن إسرائيل لا تزال تحتل غزة بل إن احتلالها تكرّس، حيث لم تقرن قرارها بوقف إطلاق النار بالانسحاب من القطاع ورفع الحصار».
في هذه الاثناء، بدأ المشاركون في القمة بالتوافد إلى الكويت، حيث وصل أمس الرؤساء الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والعراقي جلال الطالباني، والسوداني عمر البشير، واللبناني ميشال سليمان، والجيبوتي عمر غلله، وجزر القمر أحمد سامبي. كذلك وصل ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد، والرئيس السنغالي عبد الله واد، بصفته رئيس منظمة المؤتمر الاسلامي، كما أعلنت مصادر تونسية أن الرئيس زين العابدين بن علي سيشارك في القمّة.
وذكر وزير الإعلام الكويتي، الشيخ صباح الصباح، أن 17 رئيس دولة عربية سيحضرون القمة فيما تضم الجامعة العربية 22 عضواً.
وعلى هامش القمة، عُقد المنتدى الاقتصادي العربي، الذي دعا خلاله رئيس الوزراء اللبناني، فؤاد السنيورة، إلى «وحدة الكلمة من أجل القضية الفلسطينية». ورأى أن «اجتماع القمة في الكويت يجب أن يكون فرصة لا تعوّض لكي نشد العزم والعزيمة بهدف نصرة إخواننا في غزّة، وهم لا يطلبون منا إلا وحدة الكلمة والتوجه والإرادة». وأضاف «من غير المسموح وغير المقبول استمرار الخلافات العربية، لا يجوز أن نخوّن بعضنا بعضاً، وغزّة والقضية الفلسطينية يجب أن تحظى بالأولوية الأساسية».
وانتقد السنيورة حالة العجز العربي في وجه العدوان، قائلاً «كنا نتابع مراحل العدوان الإسرائيلي البربري، ونحسب أن إخواننا سكان قطاع غزة، كأنهم في كوكب آخر غير كوكب الأرض يُقتلون ويُذبحون، ولا من ينجدهم».