strong>طهران تهنّئ «حماس» وتحتفل اليوم: انتصار آخر لإيرانرغم الهدوء الحذر الذي يعيشه قطاع غزة بعد يومين من سكوت المدافع، لا تزال أصوات الحناجر تصدح في أكثر من مدينة عربية وغربيّة، مطالبةً بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من المناطق التي احتلها خلال الأسابيع الماضية، وبمحاكمة «مجرمي الحرب» الذين ارتكبوا المجازر بحق المدنيين
اشترط الاتحاد الأوروبي، أمس، وجود «شريك مقبول» في غزة، لإعادة إعمار البنية التحتية للقطاع، التي دمّرت بفعل الهجمة الإسرائيلية الشرسة طوال 22 يوماً. وتوقعت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بينيتا فيريرو فالدنر، في القدس المحتلة أمس، وصول مساعدات إنسانية إضافية إلى قطاع غزة، لكنها أشارت إلى أن إعادة إعمار البنية التحتية ستبدأ حين يكون للاتحاد الأوروبي «شريك فلسطيني مقبول»، حسبما نقلت عنها وكالة «أسوشييتد برس».
ولمّحت فالدنر إلى أنه سيكون من الصعب إعادة إعمار غزة ما دام هناك حركة إسلامية لا تزال تعارض جهود السلام الدولية. وقالت «لإعادة الإعمار، تحتاج على الجانب الآخر إلى محاور، لذا كيف يمكن أن يحصل ذلك؟ هل هناك عملية مصالحة في هذا الوقت؟ ما الذي يمكن أن يحصل؟ كل ذلك مطروح».
في هذا الوقت، هنّأ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حركة «حماس» على «انتصارها» على إسرائيل في غزة، ودعاها إلى مواصلة المقاومة. ونقلت وكالة الأنباء الطالبية «اسنا» عن نجاد قوله، خلال اتصال هاتفي مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، «اليوم هو بداية النصر، وبالمثابرة سيكتمل النصر».
وأضاف نجاد أنه «يجب الضغط للتوصّل إلى انسحاب كامل للنظام الصهيوني (من غزة) وفتح المعابر ومحاكمة المجرمين الصهاينة وقطع العلاقات مع النظام الصهيوني، من قبل الحكومات الإسلامية».
من ناحيته، قال النائب الأول للرئيس الإيراني، برويز داودي، إن «انتصار مقاومة أهالي غزة يعدّ انتصاراً لفكر الثورة الإسلامية»، مؤكداً أن هذا «الانتصار هو انتصار آخر لإيران». وأضاف أن العالم عرف في هذه الحرب من الذي يدعم الشعب الفلسطيني ومن الذي يواجهه. كما طلب وزير الصناعة الإيراني، علي أكبر محرابيان، من شركة إيرانية قطع علاقاتها مع شركة «كوكا كولا» الأميركية، عملاً بقرار الحكومة مقاطعة البضائع «الصهيونية»، حسبما ذكرت صحيفة «كيهان» المحلية، التي أوردت أن «وزير الاقتصاد منح شركة خوشكوار مهلة زمنية لقطع علاقاتها مع شركة كوكا كولا الصهيونية».
على المستوى الشعبي، تجمّع عدد كبير من المتظاهرين أمام مقر الأمم المتحدة وسط طهران، وهتفوا ضد إسرائيل والولايات المتحدة. وأعلن مسؤول العلاقات العامة في مؤسسة التعبئة الطالبية، إسماعيل أحمدي، إقامه احتفال طالبي كبير اليوم الثلاثاء «لمناسبة انتصار المقاومة الإسلامية الفلسطينية على الكيان الصهيوني في غزة» بحضور الرئيس نجاد.
وفي عمّان، تواصلت التظاهرات ضد ممارسات إسرائيل في غزة، فيما تمكّن نحو ألفي شخص في تونس من خرق قرار منع التظاهر، وساروا في مسيرة طالبت بمحاكمة «مجرمي الحرب» الإسرائيليين في غزة، وفتح المعابر إلى القطاع. وكانت قوات الأمن قد منعت تظاهرة دعا إليها الحزب الديموقراطي التقدمي في 30 كانون الأول في الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة.
كذلك، لم تهدأ التحرّكات في بعض المدن الباكستانية، وخصوصاً لاهور وكراتشي، التي شهدت أمس تظاهرة دعت إليها الجماعة الإسلامية المعارضة.
وفي طوكيو، اعتصم نحو 30 شخصاً من دعاة السلام اليابانيين، أمام مقر سفارة إسرائيل، وطالبوا دولة الاحتلال بالانسحاب من غزة.
إلى ذلك، ذكرت جماعة لمراقبة الإنترنت أن جناح تنظيم «القاعدة» في شمال أفريقيا دعا إلى شنّ هجمات على المصالح الإسرائيلية والغربية في موريتانيا. وحثّ الجزائريين على عصيان الحظر الحكومي المفروض منذ فترة طويلة على التظاهرات، داعياً إلى تنظيم إضرابات احتجاجاً على الحملة الإسرائيلية على حركة «حماس» في غزة.
ودعا زعيم تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» أبو مصعب عبد الودود، الموريتانيين إلى قطع العلاقة مع إسرائيل تأييداً لأبناء غزة، وطالبهم بالجهاد وحثّهم على ضرب المصالح الغربية في كل مكان. كما حثّ الجزائريين على تحدّي حظر التظاهرات بموجب حالة الطوارئ القائمة منذ عام 1992 وتنظيم إضرابات إلى أن يتوقف العنف في غزة.
(أ ف ب، إرنا، رويترز، أ ب)