باريس ـ بسّام الطيارةعلمت «الأخبار» من مصادر موثوقة أن الاتحاد الأوروبي يستعد للدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط. ولهذه الغاية، أعد للبدء غداً الأربعاء بسلسلة اجتماعات في بروكسل بناءً على دعوة الرئاسة التشيكية، بمشاركة وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، للإعداد لمؤتمر حول الشرق الأوسط.
وأضافت المصادر أن ساركوزي «قد التف على إعلان براغ» بتصريحه في شرم الشيخ وحديثه عن مثل هذا المؤتمر. وقد أكد الناطق الرسمي باسم الخارجية إيريك شوفاليه هذا الحدث بقوله «إن باريس ترى من الضرورة إطلاق دينامية تفاوض مدعومة من المجتمع الدولي». وأضاف أن «مؤتمراً دولياً سوف ينظم في هذا السياق». وقال إن «فرنسا والاتحاد الاوروبي مستعدان لتحمّل المسؤوليات عبر دعم الجهود المصرية للمساهمة في ترسيخ وقف إطلاق النار».
وفسّرت مصادر مقربة من الملف بأنه ما إن تنتهي المراحل الباقية من المبادرة الفرنسية المصرية، التي وصُفت بـ«الخطوة الأولى في طريق الحل»، وهي وقف إطلاق الصواريخ وفتح المعابر وضمان أمن إسرائيل بضمان عدم وصول أسلحة إلى «حماس»، فإن «الخطوة التالية» سوف تتوّج بمؤتمر دولي للسلام. ورفض المصدر مقولة «التنافس بين المبادرة العربية والمبادرة الأوروبية». وأضاف رداً على «إمكان تعليق المبادرة العربية» بقوله «على العرب أن يقوّموا مصير المبادرة». ولكنه تابع أن «أزمة غزة أظهرت الحاجة إلى مؤتمر دولي».
ولم يجب المصدر عما إذا كان المؤتمر على «شاكلة مؤتمرات سان كلو» من حيث دعوة «جميع الفرقاء»، وخصوصاً «حماس». ويرى أن «من المبكر» الحديث عن دعوة الحركة الإسلاميّة، من دون أن يردّد مقولة الدبلوماسية الفرنسية بأن «على حماس الانصياع للمطالب الثلاثة (وقف الإرهاب، والاعتراف بإسرائيل، والاعتراف بالاتفاقيات الموقعة معها)».
وأشار دبلوماسي أورروبي إلى أن من «المحتمل ألا يعقد المؤتمر في فرنسا» رغم أن نيكولا ساركوزي هو الذي أعلن الفكرة بشكل مفاجئ. وأضاف أن التخطيط لهذا المؤتمر بدأ مباشرة بعد عودة ساركوزي من المنطقة، وأن بريطانيا وألمانيا شاركتا في وضع السيناريو.
وعلمت «الأخبار» أن مبادئ وثيقة «من أجل شراكة الأطلسية»، التي صاغها دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ في أيلول الماضي، وحملها كوشنير إلى واشنطن حال انتخاب باراك أوباما، تحمل قاعدة «الأفكار التي تشكل هيكلية المؤتمر المنوي عقده».
ورأت المصادر أن التقدم نحو دولة فلسطينية قابلة للحياة بعد خطوات المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة يجب أن يمر عبر «مؤتمر دولي يحظى بدعم عالمي» يزيل كل «العقبات الإيديولوجية» وهي طريقة ملتوية للحديث عن «ضغوط على الدولة العبرية»، حسبما قاله الدبلوماسي الأوروبي.
ونقل مراقبون تخوّفاً كبيراً يعتري الدبلوماسية الأوروبية من «سقوط المبادرة العربية». ولا يستبعد هؤلاء أن يكون أوباما في أجواء هذا المؤتمر وأن يشارك فيه شخصياً لدعمه معنوياً.