Strong>أدّت تركيا خلال العدوان على قطاع غزّة دوراً محوريّاً لتحقيق وقف إطلاق النار. واليوم، يبدو أن أنقرة تبحث عن دور إضافي عبر المصالحة الفلسطينيةبعد كشف تركيا، أمس، عن وقوفها وراء إقناع «حماس» بإعلان وقف إطلاق النار، دخلت الوساطة التركية مرحلةً جديدة مع إعلان أنقرة رغبتها في التوسط بين الحركة والرئيس الفلسطيني محمود عباس لتحقيق المصالحة.
وأعلن كبير مستشاري السياسة الخارجية لرئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، أمس، أن أنقرة تقف وراء إقناع «حماس» بإعلان وقف لإطلاق النار مع اسرائيل. وأشار إلى أن لقاءات المسؤولين الأتراك بمسؤولي الحركة في دمشق كانت فعالة. وقال «إذا كان هناك وقف لإطلاق النار من الجانبين، فإنه بسبب تركيا». وأضاف «من أجل استمرار وقف إطلاق النار، يجب أن نضمن سحب القوات الاسرائيلية» لأنها «ما دامت في الداخل، يمكن في أي لحظة أن تحصل استفزازات».
وفي إطار جهودها المستمرة، عرضت تركيا الوساطة بين الفصائل الفلسطينية المنقسمة للتوصل إلى توافق في الآراء من أجل وقف دائم لإطلاق النار في غزة. وقال أوغلو، للصحافيين، إن «المصالحة بين حركة حماس والرئيس الفلسطيني محمود عباس، من شأنها أن تكون أساساً للتوصل إلى حل دائم للصراع في قطاع غزة». ورأى أن «المصالحة الفلسطينية أمر لا بد منه لكي يكون السلام دائماً». وتابع «إذا تحقق ذلك، فإن الطريق إلى السلام سيفتتح»، كما رأى أنه «حتى نحقق المصالحة بين الفلسطينيين، نحن بحاجة إلى بعض الترتيبات المؤقتة»، مشيراً إلى أن تركيا تفضّل ترتيباً مؤقتاً لقطاع غزة، يشمل انسحاب القوات الإسرائيلية، وإعادة فتح الحدود لنقل المساعدات الانسانية ورفع الحصار.
وكان المسؤولون الأتراك قد اشتركوا في جولات دبلوماسية مكوكية في المنطقة، في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، واجتمعوا بالمسؤولين المصريين والمسؤولين في «حماس» في القاهرة ودمشق. وجاء إعلان وقف إطلاق النار المشروط من فصائل المقاومة وفي مقدمتهم «حماس»، قبل دقائق من عقد القمة الدولية بشأن غزة في شرم الشيخ، التي شاركت فيها أنقرة أيضاً ممثّلة بالرئيس عبد الله غول.
(أ ب، أ ف ب)