استهل الملك السعودي عبد الله كلمته في القمة بالإعراب عن أمله بـ«نتائج واضحة لهذه القمة الاقتصادية تبشّر بمستقبل من الأمن والرخاء للمواطن العربي والمسلم». ورأى أنّ «الاقتصاد مهما كانت أهميته، لا يمكن أن يساوي الحياة نفسها ولا الكرامة»، في إشارة إلى المجازر التي وقعت في غزّة، والتي قال إنها «مناظر بشعة ودامية ومؤلمة، ومجازر جماعية تنفّذ تحت سمع العالم وبصره»، واصفاً العدوّ الصهيوني بأنّه «عصابة إجرامية لا مكان في قلوبها للرحمة ولا تنطوي ضلوعها على ذرة من الإنسانية».واستشهد الملك السعودي بما جاء في التوراة للدلالة على ما فعله «القتلة ومن يناصرهم»، قائلاً إنّ «التوراة قالت إن العين بالعين، ولم تقل التوراة إن العين بمدينة كاملة من العيون».
ولم يدعو عبد الله إلى سحب المبادرة العربية للسلام كما فعلت «قمة غزّة الطارئة» في الدوحة، لكنّه أكد أن «على إسرائيل أن تدرك أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحاً في كل وقت، وأن مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة اليوم لن تبقى على الطاولة إلى الأبد».
ووجّه عبد الله التحية «لشهداء غزّة وأبطالها وصمودها»، وأثنى على الجهود التي عملت على «وقف النزف»، خاصّاً «أشقاءنا في مصر بقيادة أخينا الرئيس حسني مبارك».
كذلك دعا إلى الوحدة الفلسطينية والعربية، فخاطب الفلسطينيين قائلاً «فُرقتهم أخطر على قضيتهم من عدوان إسرائيل». وللعرب قال «خلافاتنا السياسية أدّت إلى فرقتنا وانقسامنا وشتات أمرنا، وكانت هذه الخلافات ولا تزال عوناً للعدوّ الإسرائيلي الغادر ولكل من يريد شقّ الصف العربي لتحقيق أهدافه الإقليمية على حساب وحدتنا وعزتنا وآمالنا». وحمّل عبد الله العرب جميعاً «من دون أن أستثني أحداً منّا» مسؤولية «الوهن الذي أصاب وحدة موقفنا والضعف الذي هدّد تضامننا». ودعا إلى فتح صفحة جديدة على قاعدة «لقد مضى الذي مضى»، مناشداً الدول العربية «باسم الله وباسم الشهداء من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في غزة، باسم الدم المسفوح ظلماً وعدواناً على أرضنا في فلسطين المحتلة الغالية، باسم الكرامة والإباء، باسم شعوبنا التي تمكّن منها اليأس، أن نسمو على خلافاتنا وأن نهزم ظنون أعدائنا بنا ونقف موقفاً مشرّفاً يذكرنا به التاريخ وتفخر به أمتنا».
ثم أعلن «باسم الجميع تجاوز مرحلة الخلاف وفتح باب الأخوة العربية والوحدة لكل العرب من دون استثناء أو تحفّظ، وأننا سنواجه المستقبل بإذن الله نابذين خلافاتنا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص». وختم كلمته معلناً تقديم مليار دولار مساهمةً من المملكة السعودية في البرنامج المقترح من هذه القمة لإعادة إعمار غزّة.
(واس)