ألقى الرئيس المصري حسني مبارك كلمة في افتتاح قمة الكويت الاقتصادية، قال فيها إنها تنعقد «وعالمنا العربى يجتاز مرحلة عصيبة، ويتعرض لمخاطر وتحديات عديدة، ما بين العدوان الإسرائيلي على غزة وتداعياته، والانقسام الحادث على الساحة الفلسطينية وعواقبه، وما تشهده الساحة العربية من تشرذم ومزايدات ومحاور، وما يتنازعها من محاولات تأتي من داخلها وخارجها، للعب الأدوار وبسط النفوذ، تتاجر بمعاناة الشعب الفلسطيني وقضيته، وتمعن فى شق الصف العربي وإضعافه». وتابع «امتحنت هذه المأساة عملنا العربى المشترك... وكان منطق الأمور يملي علينا الوقوف إلى جانب غزة، بمواقف جادة تعي خطورة العدوان وشراسته، وتسعى لإيقافه واحتواء تداعياته الإنسانية، بعيداً عن المزايدة والشعارات الجوفاء». واستطرد بالقول «يجب أن تتكامل جهودنا وتتآلف حول موقف عربي يعلي مصلحة العرب فوق مصلحة الفصائل وفوق المصالح الضيّقة، وينأى عن حملات التشهير والتخوين».وعن الدور المصري في القضية الفلسطينية، قال مبارك إن «دور مصر يتحدث عن نفسه ويسعى إليها ولا تسعى إليه ...». ورأى أنه «من المؤسف أن نقسّم العرب إلى دول اعتدال ودول ممانعة، كأننا لا نتعلّم من أخطائنا ونعود ثلاثين عاماً إلى الوراء». ورفض «التطاول والمزايدات في العمل العربي»، مشيراً إلى أن «هذا يقوده إلى الوراء لا إلى الأمام»، وطالب بأن تقوم العلاقات العربية ـــــ العربية على «تطابق الأقوال بالأفعال لا سوء القول». كما رفض «محاولات البعض وضع مصر في مواجهة مع المقاومة». وقال: «أقول لهؤلاء إن منظمة التحرير الفلسطينية انطلقت من القاهرة... إننا ندعم حق الشعوب فى مقاومة الاحتلال ونحترم إرادة المقاومة الفلسطينية وصمودها، لكننا نؤمن بأن المقاومة كقرار الحرب، لا بد أن تخضع لحساب الأرباح والخسائر، ولا بد أن تكون مسؤولة أمام شعوبها...». ‏وأشار إلى «جهود مصر لتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني، وتدخل البعض لإجهاضها، تكريساً للانقسام وسعياً للنيل من شرعية السلطة الفلسطينية، ومنحها للفصائل».
ورداً على الانتقادات التي وجهت إلى مصر لإغلاقها معبر رفح، قال مبارك « لقد استمر اللغط حول فتح معبر رفح بالتجاهل لحقيقة أنني أمرت بفتحه منذ اليوم الأول للعدوان...، وتواصل هذا اللغط بالتغافل عن حقيقة أن المعبر لم يكن ضمن خطة شارون للانسحاب من غزة، وأنني كنت من تمسّك بإقامة معبر رفح ليكون منفذاً للقطاع». ‏وعن المبادرة العربية، قال مبارك «اقترحنا مبادرة عربية للسلام منذ قرابة سبع سنوات، وقد حان الوقت لأن يجري التجاوب والتعامل معها، وأن تأخذها إسرائيل والقوى الدولية الكبرى على محمل الجد».
(كونا)