رأى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمس، أنّ المبادرة العربية للسلام تمثّل أساس الموقف العربي إزاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي وصفه بأنه «جريمة ضد الإنسانية».وقال صباح الأحمد، في افتتاح القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الأولى في الكويت، «إننا جميعاً نتطلع إلى هذه القمة كفاتحة خير لنهج جديد، آملين أن تنصبّ فيها الجهود المخلصة لمعالجة مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية والتنموية».
واستهل الصباح كلمته «بالترحّم على الشهداء الأبرياء في غزة» والإشادة بـ«الصمود الذي أبداه الشعب الفلسطيني»، قائلاً: «إن حجم العدوان الإسرائيلي وضراوته، والأسلحة التي استخدمتها إسرائيل، وعدم الاكتراث لعدد الشهداء والجرحى، لا يتناسب مع مزاعم إسرائيل التي ساقتها لشنّ عدوانها على قطاع غزة». وأكد أنّ «العدوان الإسرائيلي جريمة ضد الإنسانية تحرّمها القوانين الدولية، ويمثّل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، ويستوجب محاسبة المسؤولين عنه».
ولم ينسَ صباح الأحمد الإشادة بجهود القادة العرب، وعلى وجه الخصوص الرئيس المصري حسني مبارك، لوقف إطلاق النار، مطالباً الدول العربية «بالوقوف مع الأشقاء الفلسطينيين، وإعادة إعمار غزة»، متبرّعاً بـ34 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين لمواجهة التحديات العاجلة.
وأضاف صباح الأحمد «إننا لا نستطيع ولا نملك إلا أن نتوحّد، فكلّنا ننشد مصلحة الشعب الفلسطيني، التي لن تتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس». ولم يكن مسلسل العدوان الإسرائيلي والعدوان المستمر على غزة «إلا مصدراً لتوحيد مواقفنا العربية، ولا نريد أن يكون ذلك مصدر شقاق وتمزّق لمواقف دولنا».
وعن الجانب الاقتصادي والتنموي، قال أمير الكويت «إن واقع الحال في غالبية دولنا يشهد تراجعاً كبيراً في الدخل (وارتفاع) ومعدلات البطالة». وأضاف أنه لاستعادة الفرص الضائعة، جاء عقد القمة الاقتصادية على أمل خلق نهج جديد للتعاون العربي وإيجاد آليات عمل للتنمية المشتركة، «تتضمن خلق فرص عمل وتطرح المجتمع العربي كشريك فعّال، ونتطلّع إلى أن تسهم القمة في تقليل الجوع والمرض في العالم العربي». وأضاف «إن القمة تعقد في ظل ظروف يمر فيها الاقتصاد العالمي بأزمة غير مسبوقة، ما يحتّم تدارس سبل تقليل تأثيرات الأزمة الاقتصادية، ونتطلّع إلى أن يكون اجتماع اليوم نقطة انطلاق للعمل المشترك، وعلينا كدول وشعوب أن نتدارس الأزمة ونقلّص جوانبها السلبية لتجنيب اقتصادات دولنا الانكماش والتراجع».
وختم أمير الكويت بالإعلان عن مبادرة تنموية تهدف إلى توفير الموارد المالية لتمويل المشاريع ودعمها بملياري دولار، على أن يديرها الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
(كونا)