Strong>شهداء غزّة 1415 والاحتلال يواصل الانسحابمع تواصل انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، كانت حركة «حماس» تحتفل بانتصارها على الاحتلال في حربه الأخيرة، وتجدد تأكيدها لخيار المقاومة، في وقت استشهد فيه ثلاثة فلسطينيين بقذيفة من مخلفات الحرب
شارك آلاف الفلسطينيين في مسيرات حاشدة انطلقت في مختلف مناطق قطاع غزة، تلبية لدعوة حركة «حماس» للاحتفال «بالنصر الذي أحرزته المقاومة على جيش الاحتلال الإسرائيلي».
وانطلق المتظاهرون من أمام المساجد، وهم يرفعون أعلاماً فلسطينية ورايات لفصائل المقاومة، وفي مقدمتها «حماس». ورددوا شعارات تشيد بـ«نصر المقاومة وهزيمة إسرائيل» في حربها على القطاع التي ركزت فيها على قتل الأطفال والنساء وتدمير المباني والبيوت، بعد فشلها في مواجهة المقاومة.
وتجمعت الجماهير الحاشدة أمام مقر المجلس التشريعي في غزة، الذي قُصف بالطائرات الحربية، مشددين على تمسكهم بالمقاومة. وقال رئيس العمل الجماهيري في «حماس»، أشرف أبو دية، إن «الجماهير جاءت لتؤكد تمسكها بالمقاومة». وأضاف أن «المشاركة تأتي للتأكيد أن حماس لا تزال قوية ومتمسكة ببرنامجها المقاوم. نحن هنا أمام المجلس التشريعي المُدمر لنؤكد أننا ثابتون فوق أرضنا، ومتمسكون بحقوقنا ولن نتنازل ولن نرفع الرايات البيضاء».
بدوره، قال القيادي في «حماس»، إسماعيل رضوان: «نخرج اليوم لنحتفي بنصر المقاومة في معركة الفرقان التي تفرق بين الحق والباطل، وبين منهجي الخمول والاستسلام، ومنهج المقاومة والصمود والثبات، وبين ما قبلها وما بعدها». وأضاف: «ظنوا أننا سنرفع الرايات البيضاء، لكننا لن نساوم ولن نرفع الرايات البيضاء. قالها أبو العبد هنية: لن تهزم الدماء ولن تخترق الحصون. قالها الشهيد نزار ريان الذي قدم عائلته كما قدم أبناء شعبنا العائلات الكثيرة شهداء...».
وأضاف رضوان: «اليوم الشعب العربي والإسلامي يلتف حول حماس لأنها أيقظت أمل الأمة، ولأن كتائب القسام والمجاهدين من كتائب المقاومة أصبحوا يمثلون أمل الأمة»، مؤكداً أن «الاحتلال لم يحقق أياً من أهدافه، وأن المقاومة انتصرت». وأشار إلى أن «الاحتلال اعتمد على سياسة الخداع والتضليل الإعلامي ليخفي جرائمه، وأن قادة الاحتلال يخدعون شعبهم ويتاجرون بدمائهم لمصالح انتخابية». وخاطب الاحتلال قائلاً: «لن تشعروا بالأمن والأمان ما لم يشعر به الشعب الفلسطيني، وعلى الاحتلال أن يترك الأرض الفلسطينية».
في هذا الوقت، تابعت قوات الاحتلال الإسرائيلية انسحابها من قطاع غزة. وأعلن مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية، رفض الكشف عن اسمه، أن «الجيش الإسرائيلي يخفض تدريجاً عديد قواته في قطاع غزة»، قائلاً «إننا نبقي وحداتنا في حالة تأهب في خارج القطاع، لنتمكن من مواجهة أي احتمال بسرعة». وأضاف أن «سلاح الجو يواصل مراقبة كل قطاع غزة. نأمل أن تحافظ حماس على الهدوء بعد حجم الأضرار التي تتحمل مسؤوليتها بسبب سلوكها».
في المقابل، توغل عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية بصورة محدودة، وسط قطاع غزة، حيث جرفت عدداً من أراضي المزارعين، فيما أطلقت الزوارق الحربية نيرانها باتجاه أماكن مفتوحة شمال غرب مدينة غزة.
وأعلن المدير العام للاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة، معاوية حسنين، أن «طفلين فلسطينيين شقيقين هما عبد الله (10 أعوام)، وشروق ناجي حسنين (11 عاماً)، استشهدا جراء انفجار عبوة من مخلفات الجيش الإسرائيلي في شرق منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة».
ووجّهت الإدارة العامة للإسعاف والطوارئ في غزة نداءً إلى المواطنين طالبتهم فيه بتجنّب الدخول إلى الأماكن الخطرة التي يُعتقد أن قوات الاحتلال زرعتها بالألغام قبل تراجعها. ودعت المواطنين إلى عدم العبث بأي مخلّفات للاحتلال، بما في ذلك علب الطعام التي بقيت خلف الجنود.
كذلك أعلن مصدر طبي في مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، استشهاد «المواطن كمال العطار بعد إصابته برصاصة أطلقها الجنود الإسرائيليون من الزوارق البحرية» بينما كان يتفقد منزله.
وفي آخر حصيلة للعدوان، أعلن حسنين أن «عدد الشهداء بلغ 1415 شهيداً، منهم 1300 سقطوا في الأيام الـ22 للحرب، فيما انتُشلت مئة جثة في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، و12 جثة أخرى في اليوم الثاني».
كذلك أعلن الناطق باسم الشرطة التابعة للحكومة المقالة، إسلام شهوان، «استشهاد 230 من عناصرها، على رأسهم مديرها العام اللواء توفيق جبر في الحرب الإسرائيلية على غزة»، مطالباً «المؤسسات الشرطية الدولية، بما فيها دائرة تطوير العمل الشرطي في الاتحاد الأوروبي، ومعهد جنيف لمراقبة الأجهزة الشرطية والأمنية، بفتح تحقيق دولي رسمي يبحث في مبررات استهداف مقارها في القطاع».
في السياق، أعلنت «حماس» «تدمير خمسة آلاف منزل و16 مبنى حكومياً، و20 مسجداً، ولحقت أضرار بنحو 20 ألف منزل»، فيما قالت إسرائيل إن «الناشطين كانوا يخفون الأسلحة داخل المساجد». وقالت جماعات فلسطينية إن «112 من مقاوميها و180 شرطياً من حماس استشهدوا».
اعتداءات الاحتلال انتقلت إلى الضفة الغربية، حيث اعتقلت قواته مواطناً من قرية طورة الغربية جنوبي غربي مدينة جنين وفرضت منع التجوال على القرية وأغلقت كل مداخلها بالسواتر الترابية.
وقال رئيس المجلس القروي، طارق قبها: «إن قوات جنود الاحتلال دهموا المنازل وطلبوا من الأهالي الخروج إلى العراء وأطلقوا القنابل الصوتية وصفارات الإنذار من الدوريات، وبعد الانتهاء من التفتيش حقق الجنود مع عدد من الشبان والأطفال». وأضاف أن «قوات الاحتلال الإسرائيلي فرضت منع التجوال بحجة إلقاء الحجارة على جدار الضم والتوسع».
(أ ف ب، رويترز، معا، أ ب)