محمد بديرأعربت مصادر عسكرية إسرائيلية، أمس، عن تخوفها من سعي حركة «حماس» إلى الحصول على صواريخ يبلغ مداها 75 كيلومتراً، في وقت حذر فيه رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» المتطرف، أفيغدور ليبرمان، من تحول الحركة قريباً إلى نموذج مطور على شاكلة حزب الله وامتلاكها القدرة على قصف تل أبيب وديمونا ومطار اللد.
ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر أمنية قولها إن «الإيرانيين يحاولون في الأيام الأخيرة إدخال صواريخ من طراز فجر إلى قطاع غزة»، محذّرين من أن وجود مثل هذه الصواريخ في القطاع من شأنه أن «يضع منطقة وسط إسرائيل، بما تُعد من ملايين السكان، في دائرة التهديد الصاروخي لحركة حماس».
وأضافت المصادر أن الصواريخ، التي تجري محاولات تهريبها «من البر والبحر» إلى القطاع، هي إيرانية الصنع ويوجد منها نوعان، مدى الأول 43 كيلومتراً والآخر 75 كيلومتراً.
وأوضحت أن «صاروخ فجر قادر على استهداف تل أبيب فقط في حال إطلاقه من الأماكن المفتوحة شمال القطاع، الأمر الذي يقلص فرص إطلاقه، لكنه عملياً يدخل كل منطقة الوسط في دائرة التهديد».
وتعتقد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن نحو 200 من أصل 250 نفقاً موجوداً على امتداد محور فيلادلفي قد دُمِّرَت في الغارات التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة. ووفقاً لمصادر هذه المؤسسة، فإن تهريب صاروخ من طراز «فجر» عبر نفق أمر معقد، إلا أن «حماس» تمتلك القدرة اللازمة للقيام بذلك.
وأشارت إلى أن الحركة أطلقت خلال العدوان 600 صاروخ باتجاه إسرائيل، فيما تمكن الجيش الإسرائيلي من تدمير 1200 صاروخ، ما يُبقي في حوزتها، وفقاً للحسابات الإسرائيلية، نحو 1000 صاروخ.
وفي السياق، نقلت صحيفة «هآرتس» عن محافل في الاستخبارات الإسرائيلية قلقها من تشجيع إيران لحزب الله لتنفيذ عملية كبيرة تكون ثأراً لما ارتكبته إسرائيل في غزة.
إلى ذلك، رأى رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني، أفيغدور ليبرمان، أن العدوان على قطاع غزة انتهى إلى ما انتهى إليه عدوان تموز على لبنان، أي من دون إنجازات فعلية.
وقال، في مقابلة مع صحيفة «هآرتس»، إن «إسرائيل ستواجه عما قريب في قطاع غزة حركة حماس جديدة على نموذج حزب الله، وستكون قادرة على قصف تل أبيب وديمونا ومطار اللد».
وأوضح وزير التهديدات الاستراتيجية السابق أن «بطء العمليات العسكرية والحذر والأهداف غير الواضحة في الحملة العسكرية على قطاع غزة لم تعجبني». كذلك لم تعجبه النتيجة التي أفضى إليها العدوان على القطاع.
وأضاف ليبرمان: «بعد وقف إطلاق النار، سوف يتساءل الجميع كيف لم يتمكن أقوى جيش في العالم من التغلب على 12 ألف مقاتل فلسطيني؟»، مشيراً إلى أن ذلك سيمس بقدرة الردع الإسرائيلية وأنه حوّل «حماس» إلى قوة إقليمية مهمة.
ورداً على سؤال عن التهديدات الاستراتيجية التي تواجهها إسرائيل، قال ليبرمان إن «إيران هي المصدر الأول، أولاً من طريق حركة حماس وحزب الله، وثانياً من طريق إقناع الرأي العام العالمي بأنه يمكن العالم أن يعيش من دون إسرائيل، وثالثاً من طريق البرنامج النووي والصواريخ البالستية». ورأى أن «إيران النووية هي بمثابة هتلر مع سلاح نووي يهدد وجود إسرائيل».
ودعا ليبرمان الحكومة الإسرائيلية الجديدة إلى عدم الانشغال بالشأن الفلسطيني أو السوري، بل بإيران، «وفقط عندما تحل مشكلة إيران، يمكن التحدث عن المشكلة في الضفة الغربية والجولان».
أما التهديد الاستراتيجي الثاني الذي تواجهه إسرائيل، على حد قوله، فهو «التطرف لدى فلسطينيي الداخل»، متوقعاً «انتفاضة حقيقية مدمرة من جانبهم».