دمشق ـــ سعاد مكرميبدو أن الخلافات، التي طبعت اجتماعات وزراء الخارجيّة العرب أثناء قمّة الكويت الاقتصادية، لم تقلّل من حماسة دمشق للمصالحة التي جرت على هامشها، وخصوصاً بين الرئيس السوري بشار الأسد، والملك السعودي عبد الله. وتعكس الأجواء السورية بعد قمة الكويت مؤشرات إيجابية في أفق المصالحة العربيّة، إذ رأت مصادر مطلعة في دمشق أن البيان الذي صدر عن قمة الكويت كان «جيداً وإيجابيّاً»، من دون تحديد ما إذا كان المقصود البيان الاقتصادي أو البيان المتعلّق بغزّة، الذي كان محور خلاف الوزراء العرب. ووصفت المصادر القمّة بأنها كانت «قمة الصراحة والجدية في العمل العربي واتخاذ القرارات. كما أن البيان كان منسجماً مع بيان قمة الدوحة، وركز على مطالب الشعب الفلسطيني، بفك الحصار والانسحاب وكذلك المطالبة بمحاسبة إسرائيل على جرائمها». وأشارت المصادر إلى أنه «جرى وضع آلية للمتابعة بين وزراء الخارجية. وأما التباينات في وجهات النظر، فهذا أمر طبيعي أن تكون موجودة». وشدّدت المصادر على أن ما جرى كان «كبيراً جداً، وسنرى نتائجه في السنوات المقبلة». ورأت أن «الفضل في كل ذلك إلى دماء الشهداء وصمود المقاومة الفلسطينية وللشارع العربي الذي انتفض على العدوان الإسرائيلي الوحشي».
وعبرت المصادر عن دهشتها من التحليلات الصحافية لما جرى في قمة الكويت والأجواء التشاؤمية التي بثتها حيث ركّزت على «خلافات بخصوص صياغة البيان»، معتبرة أن «هذا أمر عادي وطبيعي». وأضافت إن التحليلات «أهملت التحول الهام الذي طرأ على مفهوم العمل العربي والتفاهم على المصالح والرؤى السياسية». وشدّدت على أن الأجواء داخل القاعات تسير سيراً «جيداً وإيجابياً».
كما وصفت المصادر المصالحة السعودية ــــــ السورية بأنها «خطوة هامة وجادة وخلقت مناخاً تصالحيّاً في القمّة، حتى لو بقيت الخلافات في وجهات النظر». وأضافت «فوجئنا بالمصالحة وكانت مفاجأة سارة، وقد وُضعت آلية متابعة للمصالحة».
وكان البيان الختامي لقمّة الكويت الاقتصادية قد أوكل إلى وزراء الخارجية العرب متابعة مهمة المصالحة الفلسطينية والعربية بناءً على دعوة الملك السعودي، الذي مثّل خطابه في القمّة المدخل الأساس للقاءات الثنائيّة والثلاثيّة والرباعيّة والسداسيّة التصالحيّة.
من جهة ثانية، علقّت المصادر على تنصيب الرئيس الأميركي باراك أوباما وخطابه الرئاسي الأول بالقول إن «الخطاب يدعو إلى التفاؤل للعودة إلى عملية السلام». لكنها أضافت «إنه من المبكر الحديث عن السلام»، مشدّدة على أن الخطاب كان «معقولاً جدّاً».
كما رحبت المصادر باتجاه الإدارة الجديدة إلى تعيين جورج ميتشل مبعوثاً أميركيّاً للشرق الأوسط لعملية السلام. وتوقفت عند قول أوباما «أريد استبدال الخوف بالأمل»، وكذلك عن إعلان نيته بالانسحاب من العراق. إلا أنها قالت «التفاؤل في سوريا يبنى على الإرادة العربية. وما تحقق في غزة، أكد أن المقاومة هي الطريق إلى سلام مشرّف».