جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، تأكيد التزامه «بأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها»، معلناً أنه سيرسل «بأسرع وقت ممكن» مبعوثه الخاص لعملية السلام جورج ميتشل إلى المنطقة.وقال أوباما، خلال مؤتمر خاص عقده أمس في وزارة الخارجية الأميركية بحضور وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون ونائبه جوزف بايدن، إن سياسة إدارته ستكون «السعي بنشاط وقوة من أجل سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، وأيضاً بين إسرائيل وجيرانها العرب».
وشدد أوباما، لمناسبة تعيين ميتشل في منصبه، على أن «معابر غزة يجب أن يعاد فتحها ليتاح نقل المساعدة الدولية والمبادلات التجارية مع المراقبين المناسبين، وبمشاركة السلطة الفلسطينية والأسرة الدولية». وأضاف أن «المساعدات يجب أن تصل إلى الفلسطينيين الأبرياء الذين يعتمدون عليها».
وأكد أوباما الموقف السابق لسلفه جورج بوش بالنسبة إلى حل الدولتين وأنه «ينبغي على حماس الاعتراف بشروط الرباعية، من اعتراف بحق إسرائيل في الوجود ووقف عملياتها المسلّحة والتخلّي عن المقاومة وإيقاف إطلاق الصواريخ على إسرائيل». في المقابل، دعا إسرائيل إلى إكمال انسحابها من قطاع غزة، مشيراً إلى أن «الإطار لوقف دائم لإطلاق النار واضح». وأضاف أن «الولايات المتحدة وشركاءنا سيدعمون نظاماً موثوقاً به للحظر ومنع التهريب، كي لا يمكن أن تتسلّح حماس مجدداً».
وأكد أوباما دور كلّ من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، مشدداً على أن المساعدات يجب أن تمر من خلال «الرئيس (محمود) عباس ورئيس حكومته سلام فياض».
وفي السياق، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس نيكولا ساركوزي أجرى أمس اتصالاً هاتفياً بنظيره السوري بشار الأسد بحثا فيه «الجهود الدولية من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في غزة». وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أفادت في وقت سابق عن اتصال جرى بين الوزير برنار كوشنير ونظيرته الأميركية هيلاري كلينتون.
في هذا الوقت، تجدّدت الحرب الكلاميّة بين «حماس» و«فتح» على خلفيّة شروط المصالحة، وأموال الإعمار المفترض تدفّقها على القطاع المدمّر. واتهم أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، «حماس بالعمل على تعطيل المصالحة الفلسطينية الداخلية، واستخدام دماء غزة للتغطية على مشروع فصل الضفة الغربية عن غزة». وهاجم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل قائلاً إنه «وضع شروطاً جديدة وإضافية للمصالحة، ليس لها هدف سوى إعاقة المصالحة».
وكان مشعل قد اشترط «وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وأن يسبق الحوار خطوات على الأرض، أهمها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في الضفة».
إلى ذلك، أطلق اليمن مبادرة جديدة لاستئناف الحوار بين السلطة الفلسطينية و«حماس»، على قاعدة الاتفاقات التي تم التوصل إليها في كلّ من صنعاء والقاهرة، تحت رعاية مصريّة ـــــ سوريّة ـــــ تركية. وتشمل بنود المبادرة تأليف حكومة وحدة وطنية تتولّى خلال ستة أشهر الإعداد لانتخابات نيابية ورئاسية، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية.
(أ ف ب، الأخبار، رويترز)