حسام كنفانيالخشية من استفراد «حماس» بخطوات ما بعد العدوان على غزة تتملّك الرئاسة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وزيارة وفد الفصائل المنضوية تحت إطار منظمة التحرير إلى القاهرة، ليس إلا محاولة لخلق دور للمنظمة في آليات ما بعد العدوان، من تثبيت وقف إطلاق النار إلى المشاركة في جهود إعادة الإعمار وتوزيع المساعدات.
هذه الأجواء كانت حاضرة في اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير يوم الأربعاء الماضي، الذي استغله الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لرواية النصائح المصريّة له بالاضطلاع بدور في جهود ما بعد الحرب، إضافة إلى سرد رؤيته وموقعه من «حرب القمم» التي استعرت في الأيام الأخيرة للحرب، من الدوحة إلى الكويت، مروراً بالرياض، كاشفاً عن رفضه طلباً في القمّة الاقتصادية للقاء رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل.
وذكرت مصادر مطلعة على مداولات اجتماع اللجنة التنفيذية الأخير أن عباس أطلع الحاضرين على اقتراح مصريّ لقطع الطريق على «انفراد حماس في تقدير ما بعد الحرب». والاقتراح ينصّ على إرسال وفد إلى القاهرة يضمّ ممثلين عن فصائل المنظمة للحديث مع المصريين عن ترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار.
عباس أيضاً، بحسب المصادر، برّر عدم مشاركته في قمّة الدوحة، التي حملت عنوان «قمة غزّة الطارئة». وأشار إلى أنه لم يشارك في الاجتماع لعدم اكتمال النصاب. وأضاف: «لا نريد إدخال أنفسنا في صراعات المحاور العربيّة». ونفى رواية الاتصال الهاتفي التي تلاها رئيس الوزراء القطري، وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني. وشدّد على أن الرواية «تركت أثراً سلبياً على العلاقات مع قطر». واستدل على ذلك بأنه «رغم تجاور الوفدين الفلسطيني والقطري في قمّة الكويت، لم أتحدث كلمة واحدة مع أمير قطر (الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني) ولا مع رئيس وزرائه».
وفي تبرير إضافي لقطيعته مع المسؤولين القطريين، روى عبّاس كيف دُعيَت الفصائل المناوئة له، التي أطلق عليها اسم «تحالف دمشق». وقال: «لدى اعتذارنا، كان تحالف دمشق تحت الطلب، أرسلوا لهم طائرة خاصة لنقلهم إلى قطر». وأشار إلى أن القطريين اتصلوا أيضاً برئيس الدائرة السياسيّة لمنظمة التحرير، فاروق القدومي، «وأبلغوه أنهم على استعداد لإرسال طائره خاصة تقله من تونس إلى قطر»، إلا أنه لم يفصح عن سبب عدم وجود القدومي في الدوحة، وما إذا رفض الدعوة.
وكشف عباس عن أنه في ظل أجواء المصالحات في الكويت «تحدث أمير قطر ورئيس وزرائه مع عدد من القادة العرب، وبينهم الملك الأردني عبد الله الثاني، لاستكمال أجواء المصالحة بمصالحة فلسطينيّة، عبر دعوة خالد مشعل إلى الكويت للمصالحة مع أبو مازن»، إلا أنه رفض. وبرّر الرفض بأنه في تلك الأثناء «كانت أجواء المصالحة العربية تتبدّد تدريجاً في اجتماعات وزراء الخارجية، وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد غادر الكويت»، مشيراً إلى أن الاقتراح «طعنة في ظهر مصر لا نقدم عليها». كذلك أبلغ عبّاس الحاضرين أن نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، «بذل جهداً غير عادي» لترتيب زيارة لأبو مازن إلى دمشق «بوعود كبيرة»، لم يكشف عن مضمونها.