رام الله ــ أحمد شاكركشفت مصادر فلسطينية أن أمين سرّ اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، انتقد توقف الحرب الإسرائيليّة على غزّة، وذلك في لقاء خاص مع الصحافيين أعقب مؤتمره الصحافي يوم الخميس الماضي، الذي هاجم فيه حركة «حماس»، واتهمها بأنها تسعى إلى إقامة «إمارة ظلامية» و«كيان انفصالي» في القطاع.
وأشارت المصادر إلى أن تصريحات عبد ربه أثارت استغراب العديد من الصحافيين الذين حضروا اللقاء، حيث طلب منهم عدم الإفصاح عن هويته والاكتفاء بالإشارة إليه مسؤولاً فلسطينياً رفيع المستوى.
وقال عبد ربه: «إن وقف الحرب بهذه الطريقة هو خطأ كبير، والحقيقة أن بقاء حماس في السلطة حتى الآن هو أمر سيئ لنا جميعاً». وأضاف أن قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله قررت اتخاذ إجراءات قاسية جداً لإحباط أي محاولة من «حماس» لإثارة «اضطرابات في الضفة الغربية». وقال: «لا مكان لزعران حماس في الضفة الغربية، ولن نسمح لحماس بأن تحول الضفة الغربية إلى جمهورية إسلامية أخرى». وتزامنت تصريحات عبد ربه مع قيام أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بحملة اعتقالات في أوساط أنصار «حماس» في عدد من مدن الضفة، وخصوصاً في طولكرم والخليل، كذلك اشترطت هذه الأجهزة لقاء السماح بتنظيم تظاهرات تضامن مع قطاع غزة رفع أعلام حركة «فتح» وصور محمود عباس والهتاف بشعارات مؤيدة لهما.
وأشارت مصادر فلسطينيّة أخرى إلى أن وزارة الداخلية في حكومة سلام فياض وجّهت رسائل تحذير إلى قيادات حركة «حماس» في الضفة تدعوها إلى تجاهل دعوات رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، للانتفاض في الضفة والانتباه للمصالحة الوطنية.
وأوضحت المصادر أن رئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض أصدر أوامره للقوى الأمنية وللوزارات المعنية بضرورة أخذ جميع التدابير اللازمة للحيلولة دون انتقال الحسم العسكري للضفة على غرار ما قامت به الحركة الإسلامية في قطاع غزة.
وأشارت المصادر إلى أن أجهزة أمن السلطة شنت خلال الأسبوعين الأخيرين حملات اعتقال كبيرة في صفوف ناشطي حركة «حماس» وحركة «الجهاد الإسلامي» ومناصريهما وزادت من التضييق عليهما في مساجد الضفة. وأضافت أن أجهزة الأمن وزعت عشرات الاستدعاءات لمناصري «حماس» وأجبرتهم على توقيع أوراق تسمح بمحاكمتهم إن شاركوا في أي نشاطات أو مسيرات للحركة في الضفة. وشددت على أن قوى الأمن الفلسطينية تعقد اجتماعات مكثفة يومياً لتقويم الأوضاع الأمنية في الضفة.
وفي السياق، دانت «حماس» «حملة الاعتقالات المسعورة» في صفوف أنصارها في الضفة الغربية. وقالت، في بيان، إن الاعتقالات جرت على خلفية التضامن مع أهالي غزة ضد العدوان. واتهمت حماس أجهزة الأمن التابعة لعباس بأنها «الخادم المطيع لإملاءات مشغليها المحتلين فأكملت دور المحتل بشن حملة اعتقالات عشوائية في صفوف أنصار الحركة في محاولة يائسة لإرهاب جماهيرها وإرغامها على الكفّ عن تلبية نداءات حماس والمشاركة في فعالياتها».