القاهرة ــ الأخبارنجحت القاهرة، أمس، في كسر جدار الجليد بين حركتي «حماس» و«فتح»، للمرة الأولى منذ انفراط مؤتمر الحوار الذي كان مقرّراً في تشرين الثاني الماضي، من خلال لقاء جمع رئيس الكتلة البرلمانية لـ«فتح»، عزام الأحمد، وعضو وفد الحركة الإسلامية، جمال أبو هاشم. اجتماع بدا إيجابياً، وقابلاً للاتجاه نحو الحلحلة والشراكة، رغم صراع الحركتين على ملف إعادة الإعمار في قطاع غزّة.
هذه الإيجابية الأولية، قابلها قلق مصري على صعيد استمرار الخلاف بين الحركتين على معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة والأراضي المصرية، وخصوصاً أن القاهرة ترفض مطالب الحركة الإسلامية، وتصر على أن فتح المعبر يأتي بعد تأليف حكومة وحدة وطنية.
وخلال مباحثات الفصائل الفلسطينية في القاهرة، قالت مصادر فلسطينية مطلعة على سير المباحثات إن «الأحمد اجتمع لمدة نصف ساعة مع أبو هاشم، وبحثا في ترتيبات المصالحة الفلسطينية والتهدئة مع إسرائيل». وأشارت إلى أن «اللقاء يأتي في إطار التمهيد لإجراء مصالحة فلسطينية ـــــ فلسطينية، والتوافق على إنجاز اتفاق للتهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار في غزة».
وأوضح الأحمد أن «الاجتماع جاء بمبادرة من فتح لمساعدة مصر في تنفيذ مبادرتها»، مشيراً إلى أن «الجهود المصرية اقتربت من التئام الحوار الوطني الفلسطيني الشامل». واستطرد قائلاً: «اتفقت مع أبو هاشم على استمرار الاتصالات واللقاءات بين الحركتين لتسهيل التحرك المصري لإجراء الحوار في أسرع وقت ممكن».
وعن مستقبل الحكومة المقبلة وتعامل المجتمع الدولي معها، قال الأحمد: «ناقشنا الأمر مع سليمان وأطرافاً دولية عديدة، وقلنا إن أي انقسام نريد أن ننهيه، يجب أن نضمن عدم مقاطعة الحكومة المقبلة». وتطرق إلى موضوع إعادة إعمار غزة، قائلاً إن الأمر «مرتبط بالمؤتمر الدولي الذي سيعقد في القاهرة»، مشيراً إلى أن «فتح لم تسيس القضية كما يروج البعض».
في هذا الوقت، كشفت مصادر مصرية أن «القاهرة تأمل التوصل إلى صيغة تسمح بإعادة فتح المعبر، مع رفضها مطالب حماس بفتح المعبر على الفور، لأن هذا الإجراء يمثل اعترافاً بالانقلاب على الشرعية». وفي المقابل، تطرح مصر، بحسب المصادر، «تأليف حكومة وحدة وطنية بين حماس وفتح، للموافقة على إعادة العمل باتفاقية المعبر الموقعة عام 2005 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والاتحاد الأوروبي». أما البند الأساسي أيضاً، فهو أنه «من دون وجود مراقبين أوروبيين لتنفيذ هذه الاتفاقية مجدداً، فإن القاهرة لن تسمح بفتح المعبر».
هذه الخلافات رافقها تفقد وفد أميركي برئاسة الملحق العسكري بالسفارة الأميركية، فلوريد ويليام، «المنطقة الحدودية في رفح، لتقويم مدى ضبط الأوضاع الأمنية المصرية على الحدود مع قطاع غزة، وسيطرة الأمن المصري على ظاهرة التهريب عبر الأنفاق».