واشنطن ــ محمد سعيدشدّد مبعوث اللجنة الرباعية الدولية، طوني بلير، على أن مفتاح الاستقرار في المنطقة يكمن في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية. وقال، في لقاء خاص معه عشية مغادرته واشنطن، إن «هناك تحديات ضخمة، وهناك قضايا صعبة يتعين حلها، ولكنني أعتقد أنه أصبحت لدينا الآن فكرة أفضل عن كيفية حل هذه القضايا». ولدى سؤاله عن مضي عام كامل منذ مؤتمر أنابوليس ولم يتحقق أي من الوعود والتعهدات، قال بلير إن «الأمر ليس كذلك بل هناك أمور إيجابية قد تحققت بالرغم من أن عدم التوصل إلى اتفاق أمر يدعو إلى الإحباط، إلا أنه يتعين أن نكون منصفين ونقول إن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش بذلت جهوداً ضخمة، ولكن كانت هناك فترة صعبة على الساحة السياسية الإسرائيلية». وأشار إلى أن الاجتماعات المتواصلة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والمفاوضات التي يجريها فريقا التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي «أسفرت عن نوع من الاتفاق». ولدى الطلب منه توضيح ذلك قال إن «الجانبين يمتنعان عن الحديث عن ذلك علناً»، مشيراً إلى أنه هو الآخر يتخذ الموقف نفسه بعدم الكشف عن ذلك. لكنه عزا عدم التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن إلى أن كل جانب فقد الثقة في نيّات الآخر.
غير أن بلير رأى أن إقامة الدولة الفلسطينية شيء ممكن من خلال مساعدة الفلسطينيين على تحسين مستويات معيشتهم وتوفير التنمية الاقتصادية التي يحتاجونها. وكشف عن أن ما كان يفعله منذ تعيينه مبعوثاً للجنة الرباعية هو «خلق الظروف التي يمكن تحقيق ذلك من خلالها»، مشيراً إلى تحقيق بعض النجاح في الضفة الغربية.
ورداً على سؤال عن الدور الذي يمكن أن يقوم به كممثل للجنة الرباعية لرفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، حذر بلير «من خطورة الوضع في غزة»، مؤكداً الحاجة الملحة إلى ما سماه «استراتيجية جديدة» توضح للفلسطينيين في القطاع أن حياتهم يمكن أن تكون أفضل إذا سعوا إلى حل سلمي للصراع الإسرائيلي ـــ الفلسطيني. وقال «نريد استراتيجية لغزة... توضح لسكانها إمكان وجود خيار ثان مما يمكّنهم من الانضمام إلى وضع طبيعي نوعاً ما، وبذلك يمكننا أن نعمل على إنهاء معاناتهم»، معرباً عن اعتقاده بإمكان تحقق ذلك، وخصوصاً إذا وجدوا أن تغيّراً وتحسناً ملموسيين قد تحققا في الضفة.
وقال بلير إن إزالة المستوطنات هي جزء من الثمن الذي سيدفعه الإسرائيليون لقاء الحصول على سلام دائم. وأضاف «من الواضح أنه لا يمكن الإبقاء على جميع المستوطنات في الضفة الغربية، وفي الوقت نفسه أن يكون هناك دولة فلسطينية قابلة للحياة»، لكنه استدرك قائلاً «نعم، سيبقى بعض البؤر الاستيطانية».
ورفض بلير الإقرار بخطأ غزو العراق في عام 2003 عندما كان رئيساً للوزراء. وقال إنه لا يزال يتمسك بقراره الذي اتخذه بدعوى أن تنظيم «القاعدة» والنفوذ الإيراني في العراق يمثّلان تهديداً للأمن والاستقرار.