رغم توقّف المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، إلا أن المعلومات عنها لا تزال تتسرّب، وآخرها إعلان مصادر مطلعة في العاصمة السورية أن دمشق قدمت وثيقة حددت فيها حدود هضبة الجولان المحتلة وأنها تنتظر رد تل أبيب عليها من خلال الوسطاء الأتراك.وقالت هذه المصادر، لوكالة «رويترز»، إن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ مسؤولين غربيين أخيراً أن دمشق تريد من إسرائيل أن تتخذ موقفاً واضحاً من المشكلة القائمة بين الدولتين قبل موافقته على دفع المحادثات بينهما قدماً. وأضافت أن الوثيقة السورية ترسم الحدود استناداً إلى ست نقاط جغرافية.
وقال أحد المصادر إن «الرئيس كان واضحاً في أن سوريا تودّ أن تعرف وجهة نظر إسرائيل في ما يكوّن أراضي سوريا المحتلة قبل إمكان إحراز تقدم». وأضاف آخر: «طبقاً للتفكير السوري، فإن موافقة إسرائيل على النقاط الست (الجغرافية) يمكن أن تساعد على إبرام اتفاق سلام العام المقبل. لكن إسرائيل قد لا تستطيع تقديم رد بهذه السرعة نظراً لأنها تمر بكل هذه الاضطرابات السياسية».
وصرح مسؤول سوري بأن الوثائق التي أُرسلت إلى تركيا تتضمن الإشارة إلى نقاط جغرافية على الساحل الشمالي الشرقي الحالي لبحيرة طبريا، موضحاً أن «الوثيقة تضعنا في المياه».
وكان نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، قد قال الشهر الماضي إن التعريف السوري لخط الرابع من حزيران يعني استعادة سوريا للساحل الشمالي الشرقي للبحيرة. ووصف المنطق الإسرائيلي القائل بانحسار الساحل بأنه غير صحيح.
وقال دبلوماسيون في العاصمة السورية إنه «حتى لو حقق الجانبان تقدماً في ما يخص الأراضي، فلن يعقب ذلك التوصل إلى اتفاق بسهولة لأن إسرائيل تريد من سوريا الآن تقليص تحالفها مع إيران وقطع مساعداتها عن حزب الله اللبناني والفصائل الإسلامية الفلسطينية». وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين إن «الموقف معقد أكثر مما كان عليه عام 2000 مع وضع علاقات سوريا الخارجية في الاعتبار. كذلك تريد سوريا أيضاً الاتفاق على النقاط الست من دون مفاوضات مباشرة، وهذا قد يكون صعباً».
وقال مسؤولون سوريون إنه «لا يحق لإسرائيل أن تضع شروطاًَ في ما يتعلق بسياسة دمشق الخارجية، لكنهم يقرون بأن الخريطة السياسية للمنطقة ستتغير إذا وقعت دمشق اتفاقاً مع إسرائيل».
وذكرت المصادر المطلعة أن الأسد أبلغ مسؤولين غربيين زاروا دمشق أن سوريا تسلمت وثيقة من إسرائيل، عبر تركيا، تتضمّن استفسارات عن العلاقات السورية مع دول مجاورة بعد اتفاق السلام المحتمل. وقال أحد المصادر إنّ «الرئيس قال إن سوريا ردت لكنه لم يذكر كيف».
إلى ذلك، أحدثت تسريبات الوثيقة السورية ردود فعل متفاوتة في إسرائيل. فقد دعا رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، إلى «ضم حرمون السوري إلى السيادة الإسرائيلية» إذا أراد الرئيس السوري حدوداً جديدة، فيما دعا رئيس كتلة «الليكود»، جدعون ساعر، إلى رفض خريطة الانسحاب إلى حدود بحيرة طبريا، واصفاً «النزول من هضبة الجولان بأنه يمس بأمن إسرائيل ويخلق امتداداً إيرانياً إضافياً أيضاً في الجولان».
(رويترز، الأخبار)