محمد بديرلا تزال المفاوضات السوريّة ـــ الإسرائيلية تحتل الحيّز الأكبر في الصحف العبرية، التي نقلت أمس تصريحات للرئيس السوري بشار الأسد يرفض فيها الشروط السياسيّة التي تطالب بها سلطات الاحتلال في المفاوضات، التي تجري بوساطة تركيا.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن تقارير دبلوماسية أوروبية أن الرئيس السوري رفض التدخل لوقف تسلح حزب الله، برغم جدية نياته السلمية في المفاوضات، التي يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، لجعلها مباشرة قبل الانتخابات العامة في الدولة العبريّة.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن الأسد صرح، أمام وزراء خارجية ودبلوماسيين أوروبيين رفيعي المستوى الشهر الماضي، أنه لا ينوي أن «يحرك ساكناً من أجل ضبط تسلح حزب الله في لبنان»، مشدّداً على أنه «ليس حارساً لإسرائيل» وأن هذا الأمر ليس «وظيفتي».
وفي السياق، نقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن تقارير وصلت خلال الأسابيع الأخيرة إلى تل أبيب من ثلاث جهات أوروبية مختلفة التقت بالأسد، وسمعت منه كلاماً مشابهاً حول المفاوضات مع إسرائيل.
وتؤكد التقارير أن الانطباع الذي تولّد لدى المسؤولين الأوروبيين هو جدية الرئيس الأسد في نيته دفع السلام قدماً مع إسرائيل من جهة، ومن جهة أخرى بقاؤه على صلابة مواقفه في القضايا المختلفة المرتبطة بالمفاوضات.
وأوضح المصدر نفسه أن الأسد قال للمسؤولين الأوروبيين إن «سوريا ستكون مستعدة لاتخاذ خطوات مهمة في المفاوضات»، لكن فقط بعد أن تحصل مجدداً على «وديعة رابين»، التي تعني استعداداً مسبقاً للانسحاب من كل هضبة الجولان المحتلة.
كذلك نقل الدبلوماسيون الأوروبيون، الذين التقوا الأسد، استبعاده حصول تقدم في المفاوضات قبل الانتخابات الإسرائيلية برغم استمرار المحادثات والرسائل المتبادلة عبر الوسيط التركي بينه وبين أولمرت.
يذكر أن أولمرت سيقوم اليوم بزيارة خاطفة إلى أنقرة تستمر أربع ساعات يلتقي خلالها نظيره التركي رجب طيب أردوغان. وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، ستتمحور الزيارة حول المفاوضات القائمة مع سوريا وسبل دفعها قدماً قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في العاشر من شباط المقبل.
وقالت صحيفة «معاريف» إن الجانب السوري معني بالتجاوب مع هذا المطلب الإسرائيلي شريطة أن يقترن بتدخل أميركي في العملية. ونقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن الرئيس الأسد لن ينتقل إلى المسار التفاوضي المباشر من دون ضلوع كامل لإدارة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما.
وأشارت «معاريف» إلى أن أولمرت يعتقد بأن الانتقال إلى التفاوض المباشر هو مصلحة إسرائيلية وسورية مشتركة. ورأت أن استجابة الأسد لهذا الأمر ستكون بمثابة رسالة إلى الدول الأوروبية والإدارة الأميركية إلى أنه «مستعد للخروج من محور الشر وقطع العلاقات الاقتصادية والأمنية مع إيران وحماس وحزب الله».