طرابلس- عبد الكافي الصمدشهدت طرابلس مسيرة تضامنية حاشدة مع غزة هي الأولى التي تشهدها منذ سنوات تأييداً للقضية الفلسطينية، إذ ضاقت جادة فؤاد شهاب الرئيسية وسط المدينة بالحشود التي تدفقت من جميع أحياء طرابلس، فضلاً عن مشاركة فاعلة للفلسطينيين من مخيم البداوي، إلى جانب وفود قدمت من المناطق الشمالية.
المسيرة التي أتت بدعوة من جبهة العمل الإسلامي، انطلقت وسط أجواء غضب واحتقان، وهتافات منددة بالعدوان، من ساحة التل وسط المدينة، لتلتقي الوفود التي قدمت من المناطق الأخرى، ما جعل الحشد البشري الذي تجمع عند ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور) يمتد على طول نحو 3 كيلومترات وصولاً حتى مفترق شارع عزمي.
وبدا لافتاً أن أعلاماً ورايات عدة تعانقت مع بعضها بعضاً، من العلمين اللبناني والفلسطيني، إلى العلم السوري الذي يرفع لأول مرة في طرابلس منذ انسحاب السوريين عام 2005، فضلاً عن رايات جبهة العمل الإسلامي، والحزب السوري القومي الاجتماعي، والبعث، وحزب الله، والمردة والتيار الوطني الحر، ورايات الفصائل الفلسطينية وغيرها، قبل أن يحرق المتظاهرون العلمين الإسرائيلي والأميركي ومجسّماً للرئيس الأميركي جورج بوش.
وإذ حظيت المسيرة بمشاركة سياسية لافتة لشخصيات وفاعليات، فقد تحدّث فيها مسؤول حركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان، وهاشم منقارة عن جبهة العمل الإسلامي، ومسؤول حركة حماس في الشمال أبو ربيع الشهابي، ومؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهّال، وعضو المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية عبد الله بابتي.
وفي طرابلس أيضاً، احتضن مقر اتحاد الشباب الوطني مهرجاناً تضامنياً، فطالبت المداخلات بالوقف الفوري لكل الانقسامات الفلسطينية والعربية وتصفية الحسابات التي يستفيد منها الأعداء. وأكدت «أن أهل غزة فقهوا تماماً معاني الهجرة النبوية فلم ينتظروا شيئاً من مجتمع دولي متآمر ولا أنظمة عربية أو أوروبية متواطئة واستطاعوا أن يلقّنوا الصهاينة درساً في القدرة على التحمل».
كما اعتصم «اللقاء الإسلامي المستقل» وأهالي منطقة القبة في طرابلس، بعد صلاة العصر في مسجد حمزة في القبة، وألقى الدكتور الشيخ زكريا المصري كلمة اللقاء التي «دانت ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة».
ومساءً أعلنت «الجماعة الإسلامية» إرجاء الاعتصام الذي كان مقرراً اليوم أمام مبنى بلدية طرابلس إلى وقت يحدد لاحقاً، وعلّلت ذلك بمشاركتها في اعتصام ساحة النور أمس، وكانت الجماعة قد قرّرت التحرك اليوم بعدما عبّرت قواعدها عن تململ من الموقف السلبي الذي اتخذته قيادة الجماعة الأسبوع الماضي لجهة عدم مشاركتها في يوم التضامن مع غزة.
وفي البقاع، خرج المواطنون في مسيرة تضامنية في شارع رأس العين في بعلبك، حيث رفعوا العلم الفلسطيني وردّدوا هتافات تندّد «بالصمت العربي» حيال الجريمة المستمرة في قطاع غزة. وقد وحدت مجازر غزة والاعتداءات الإسرائيلية الفصائل الفلسطينية التي نظمت مسيرة مشتركة في مخيم الجليل شارك فيها مئات اللاجئين الفلسطينيين. وشددت الكلمات على وجوب تقديم الدعم إلى الشعب الصامد في غزة في وجه آلة الموت الإسرائيلية. من جهتها، عقدت الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية والفصائل الفلسطينية اجتماعاً استثنائياً في مكتب حزب «البعث العربي الاشتراكي»، ودعت للمشاركة في «جميع الاعتصامات والتظاهرات». كما عقدت اجتماعاً مماثلاً، في راشيا بالبقاع الغربي، وتقرّر أن يعقد لقاء تضامنيّ يوم غد الثلاثاء عند الساعة الثالثة بعد الظهر في مجمع السهول ــــ الخيارة ــــ البقاع الغربي.
أما في النبطية، فاعتصم الأهالي بدعوة من النادي الحسيني والمفتي الشيخ عبد الحسين صادق. وألقى صادق كلمة أمام المعتصمين، أعلن فيها «أنّ النبطية مطالبة برفع الصوت لكونها قد قدمت في سبيل القضية الفلسطينية تضحيات جساماً».