strong>إسرائيل تحشد جنوداً ودبابات على حدود القطاعأجمع المسؤولون الإسرائيليون، أمس، على أن العدوان على قطاع غزة سيطول، وهو ما ترافق مع حشد عسكري على حدود القطاع واستدعاء قوات الاحتياط، وسط تهديدات بإعادة غزة عشرات السنوات إلى الوراء

علي حيدر
رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود اولمرت، أمس أن إسرائيل ستحتاج إلى «الكثير من الصبر وصمود الجبهة الداخلية»، الذي سيحدّد نتيجة الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. ورأى أن العامل الأهم هو «عدم إدخال السياسة الداخلية في هذا المسار، وأن إسرائيل ينبغي أن تبقى موحّدة في مكافحة الإرهاب». وأضاف إن «الصبر والإصرار وقدرة صمود الناس في الجبهة الداخلية ستحدد في نهاية المطاف قدرتنا على إنهاء المهمة مثلما قررنا ووفقاً لما فكرنا في أنه ينبغي الوصول إليها».
وأقر أولمرت بأن «المعركة ستكون طويلة مع آلام كثيرة». ولفت إلى أن التوقّع بأنه «يمكن في كل يوم المسّ بمئات الإرهابيين أمر غير قابل للتحقق». وأوضح أن «دولة إسرائيل بدأت عمليات عسكرية من أجل إعادة الهدوء إلى سكان الجنوب». وتابع أن «هذا وضع ليس سهلاً لكننا سنعالجه من خلال تفكير متّزن وتروٍّ وحزم يحقق النتائج المرجوة». ولفت إلى أن «الحكومة رصدت خلال السنوات الأخيرة موارد كثيرة للاعتناء بالجبهة الداخلية، وأنا أستغل هذه الفرصة للقول إلى أعضاء الحكومة أن يبذلوا جهداً في الأيام القريبة من أجل تزويد الخدمات الضرورية على ضوء الوضع الناشئ في الجنوب، الذي قد يستمر وقتاً أطول مما قد نتوقع الآن».
من جهة أخرى، عقد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك ورئيس أركان الجيش غابي أشكنازي اجتماعاً قبل اجتماع الحكومة، واستعرض أمام الوزراء في جلسة مجلس الوزراء تطورات العمليات العسكرية في قطاع غزة مرفقة بتقويمات لمستقبل العمليات، ورأى أنه «حققنا حتى الآن نتائج جيدة في المجال العسكري وعلينا أن نعرف أن هذا لن يكون قصيراً ولن يكون سهلاً وسنضطر إلى مواجهة كل ما هو موجود أمامنا».
وتوعّد باراك بتوسيع عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة بالقدر الضروري. وأكد تعاطف الحكومة مع سكان التجمعات السكنية المحيطة بقطاع غزة. وقال «علينا أن ندرك أن الأمر لن يكون سريعاً ولن يكون سهلاً، لكن علينا التحلي بالتصميم».
وكان الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، قد ادّعى أن جيش الاحتلال أظهر ضبطاً للنفس في الهجمات الدموية التي شنها في قطاع غزة. وأوضح أنه «في كل تاريخ دولة إسرائيل، لا أذكر حرباً بلا معنى وبلا منطق كالتي بدأتها حماس».
وفيما استمع الوزراء لتقويم قادة الأجهزة الأمنية، أقرت الحكومة في جلستها صباح أمس استدعاء 6700 جندي من قوات الاحتياط تمهيداً لتوسيع العمليات العسكرية في القطاع. كما أعلن جيش الاحتلال عن حشد عدد من الدبابات في محيط غزّة.
وكان باراك قد توجه مساء أول من أمس إلى رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية وطلب منه عقد جلسة للجنة للمصادقة على استدعاء جنود الاحتياط للخدمة العسكرية، وعلى تمديد حالة الطوارئ في محيط القطاع. وصادقت الحكومة أيضاً، بناءً على طلب باراك، على تفيعل اقتصاد الطوارئ في منطقة غلاف غزة. كما صادقت على تفعيل الوضع الخاص في منطقة الغلاف.
ورأى رئيس «الشاباك»، يوفال ديسكين، أن «الصدمة وسط قيادة حماس كبيرة، ومع ذلك فهم يرون في الهجوم خطوة أولى ويبحثون عن رد». وأكد أن «حماس سترد وستحاول أن تفاجئ» في ردودها التي تقوم بها.
وقدّرت مصادر عسكرية في جيش الاحتلال أن هجمات سلاح الجو في اليومين الأخيرين أضرّت بقدرة القيادة والسيطرة لـ«حماس» وبقدراتها على إطلاق الصواريخ. وأضافت المصادر، في جلسة الحكومة، إن «الموجة الثانية للهجوم عبر طائرات سلاح الجو مست بعشرات الحفر لإطلاق الصواريخ الموجودة تحت الأرض». وتقدر المصادر أنه «ضُرب نحو 50 في المئة منها، وأن هذا هو أحد أسباب النسبة القليلة من أعداد الصواريخ التي تطلقها حماس». لكنها أضافت إن «هذا لا يعني أنه ليس بيد حماس القدرة على إطلاق آلاف الصواريخ».
وأضاف ضابط في جيش الاحتلال «إذا طُلب من الجيش القيام بعمليات برية، وهذا الأمر لا يبدو وارداً الآن، فستكون جاهزيته عالية». وأكد الضابط أن الحديث يدور في الوقت الراهن عن استعدادات لا أكثر، وأن «هجمات سلاح الجو ألحقت أضراراً جسيمة بمقارّ وبمستوى القيادة المتوسط لحركة حماس».
ونقلت الصحف العبرية عن ضباط إسرائيليين قولهم إنه «يجري الاستعداد في الوقت الحالي لاجتياح بري إذا ما تطلّب الأمر ذلك». ورأوا أن «العمليات في قطاع غزة هي من نوع العمليات المتدحرجة والمتواصلة».
من جهته، قال قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، الجنرال يوآف غالانت، إن على إسرائيل «أن تعيد الوضع في ساحة غزة عشرات الأعوام إلى الوراء في ما يتصل بكمية الوسائل القتالية وقدرات إنتاجها الذاتية».
ونقلت صحيفة «معاريف» عن غالانت قوله، في مداولات داخلية سبقت شن العدوان الحالي على القطاع، إن «القيود الموجودة على تفعيل القوة في مكان كقطاع غزة تزيد أهمية التنسيق بين مختلف وحدات الجيش من أجل زيادة عدد الإصابات في صفوف العدو»، معتبراً أن «نسبة إصابات مريحة لنا تؤسس للإنجاز العملاني وتعزز شرعية مواصلة عملية الجيش».
وبحسب الصحيفة، فإن المطلوب من قيادة المنطقة الجنوبية هو إلحاق أضرار جوهرية في قدرات التعاظم الفلسطينية بحيث تسيطر إسرائيل في نهاية المطاف على قنوات التهريب والتعاظم العسكري الخاصة بـ«حماس».