هنية: لن نتراجع ولو أبادوا غزّة«انتفاضة ثالثة»، هذا ما دعا إليه رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، فيما طالب قادة فلسطينيون بسحب ملف غزّة من مصر وتسليمه إلى سوريا وقطر

دمشق ــ سعاد مكرم
دعا رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، في حديث إلى قناة «الجزيرة»، إلى «انتفاضة جديدة ضد إسرائيل، ومواصلة العمليات الاستشهادية»، مضيفاً «نريد انتفاضة عسكرية في وجه العدو». وقال، مخاطباً الفلسطينيين، «أدعوكم أن تنتفضوا... الانتفاضة الثالثة»، مشدداً على أن «حماس أبدت انفتاحاً على كل الخيارات التي تدعو إلى السلام، لكن من دون نتيجة».
وطالب مشعل «البلدان العربية باتخاذ خطوات فعلية لوقف العدوان على غزة وإنهاء الحصار»، قائلاً إن «التهدئة ينبغي أن تكون في مقابل وقف العدوان وفتح المعابر، وخصوصاً معبر رفح».
وعن الخلاف بين الفلسطينيين، أكد مشعل أن «حماس جاهزة للمصالحة»، شرط «وقف مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل». وأضاف «ليست الصواريخ هي العبث، ولا العمليات الاستشهادية، بل المفاوضات». وهاتف مشعل الزعيم الليبي معمر القذافي، قائلاً له إن «المطلب الوحيد هو إيقاف المجازر التي يرتكبها الإسرائيليون».
أما رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية، فأكد أن «الهجمات الإسرائيلية لن تجعل حركته تتراجع حتى لو أبادت إسرائيل غزة». وشدد على أن حكومته «ستستمر في مهماتها»، قائلاً «يريدون استهداف الأمن والاستقرار والنظام، ويريدون مؤسسة تُبنى على أعينهم ووفق إرادتهم، وهذا لن يكون». وأكد «لو عُلّقنا على أعواد المشانق، ووُزّعت دماؤنا في الطرقات، وتناثرت أشلاؤنا على الجدران، ما ركعنا ولا تنازلنا عن فلسطين والقدس وعودة اللاجئين وحرية أسرانا».
وعن توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بتوسيع عمليات الجيش الإسرائيلي ضد «حماس»، ردّ المتحدث باسم الحركة الإسلامية فوزي برهوم، «هي ليست عمليات في غزة، بل حرب على غزة، شبيهة بما حصل في 12 تموز من عام 2006 على جنوب لبنان، أهدافها واضحة وهي تصفية حماس». وأضاف «لا نستغرب هذا من العدو، بل المستغرب حالة الصمت العربي والتواطؤ الأوروبي والدعم الأميركي».
وفي السياق، أكدت «حماس»، على لسان عضو مكتبها السياسي محمد نزال، أنها «ستقدم نموذجاً بطولياً في التصدي للعدوان الإسرائيلي»، فيما قال المتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو «لن نقبل عبارات الإدانة والاستنكار، وعلى أطراف الإقليم تحمّل مسؤولياتها».
ودعا رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر «المقاومة الفلسطينية، وخصوصاً كتائب الشهيد عز الدين القسام، إلى إمطار المستوطنات الإسرائيلية بالصواريخ، وتلقينهم درساً قاسياً رداً على مجازرهم».
إلى ذلك، رأت مصادر فلسطينية في دمشق ضرورة «سحب الملف الفلسطيني من يد مصر، وتسليمه إلى سوريا وقطر، نظراً إلى الدور المصري المتخاذل». ورأت أن «تهديدات وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني من منصة القاهرة، إضافة إلى تصريحات نظيرها المصري أبو الغيط، تأتي في سياق الموقف المعادي للفلسطينيين، وهذا ما شجّع إسرائيل على العدوان. لذلك، فإن الوساطة المصرية للحوار الداخلي وأي اتفاق لتهدئة جديدة لن يكونا برعاية مصرية فقط». وتوقعت المصادر أن «القمة العربية الطارئة، إن عقدت، لن يكون الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحده ممثلاً للفلسطينيين. وبما أن الموضوع هو غزة، سيطلب المجتمعون حضور ممثّل عن حماس».
وعلمت «الأخبار» أن «الأجواء الفلسطينية الداخلية مستاءة من مواقف عباس، وأن قيادات سابقة في فتح انتقدت عدم مبادرته إلى دعوة مجلس الأمن إلى الانعقاد فوراً لوقف المجازر في غزة».