أراضي فلسطين التاريخية كان لها وقفتها، حيث عبّر فلسطينيو 48 عن تضامنهم مع إخوانهم في غزة، رغم محاولات القمع والاعتقالات التي قامت بها شرطة الاحتلال
حيفا ـ فراس خطيب
أعلن فلسطينيو 48، أمس، الإضراب العام وواصلوا المسيرات والتظاهرات الاحتجاجية ضد الهجوم الدموي على قطاع غزة، فيما عزّزت الشرطة الإسرائيلية ووحداتها الخاصة، حضورها المكثف على مقربة من النشاطات الاحتجاجية، ما أدّى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين مئات الشبّان الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في مدينة أم الفحم وقرى كفر كنا والشاغور ودير الأسد.
واستعملت قوات الأمن الإسرائيلية قنابل مسيلة للدموع، مطلقة الأعيرة المطاطية وخراطيم المياه على المحتجين. وفي قرية كفر كنا بالقرب من الناصرة، اعتقلت الشرطة 12 شاباً، فيما كان طفلان من سكان مدينة أم الفحم قد أصيبا بجراح طفيفة، بعدما أطلق أحد سكان المستوطنات المجاورة النار عليهما.
ونظمت القوى الوطنية الفاعلة على الساحة الفلسطينية في أراضي 48 المحتلة، تظاهرة احتجاجية أخرى في قرى الشاغور الواقعة على الشارع الممتد بين مدينتي عكا وكرمئيل. واعتقلت الشرطة ثلاثة شبّان من سكان قرية مجد الكروم بشبهة إلقاء حجارة على الشارع الرقم 85. واندلعت مواجهات على مدخل قرية دير الأسد، أدّت إلى إصابة شاب بعيار مطاطي برأسه.
كذلك نظمّت الأحزاب الوطنية في حيفا، تظاهرة حاشدة على مفترق شارع «بن غوريون» (الكرمل)، شارك فيها عدد كبير من المتضامنين ورفعت خلالها الأعلام الفلسطينية. وهتف المتظاهرون بشعارات تدين الصمت العربي وجرائم الاحتلال.
وتظاهر المئات من القوى اليسارية الاسرائيلية في مدينة تل أبيب، على مقربة من وزارة الدفاع الاسرائيلية، مطالبين بوقف الاعتداء على القطاع.
واستجابت الجماهير الفلسطينية في الداخل لقرار لجنة المتابعة العليا بإعلان الإضراب العام في كل المرافق والمدارس والمحال التجارية احتجاجاً على المجزرة الدموية.
وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير، التي تضم جميع قياديي الأحزاب الفاعلة على الساحة العربية، قد اجتمعت اول من أمس ودعت الجماهير الفلسطينية في كل مكان إلى الخروج إلى الشارع والمشاركة في المسيرات الاحتجاجية.
واعتبرت اللجنة في قرارها أنَّ العدوان الاسرائيلي هو «عدوان على الشعب الفلسطيني أينما كان، ومن واجب الشعب الفلسطيني التصدي له ومواجهته وكسر الحصار». وأشارت إلى أن إسرائيل «دولة مجرمة بكل قياداتها السياسية والأمنية» وأنها «ترتكب أعمال إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». ودانت اللجنة «التواطؤ العربي والدولي الرسمي مع العدوان الإسرائيلي واعتبار الصمت والتواطؤ شراكة في الجريمة».
كذلك أقرّ اجتماع المتابعة رفضه المطلق «للتوجه التآمري الذي يسعى لتحميل حركة المقاومة الإسلامية حماس مسؤولية الوضع، أو تحميل الشعب الفلسطيني الضحية مسؤولية الوضع وإعفاء إسرائيل العدوانية منها». ودعت اللجنة مصر الى «فتح المعابر فوراً وفك الحصار عن شعبنا»، مندّدة «بالأصوات الفلسطينية الرسمية المتواطئة».