صيدا ـــ خالد الغربي ارتدت مدينة صيدا «توأم غزة» الثوب الفلسطيني، فبدت كأم الصبي في موضوع التنديد بالمذبحة المفتوحة التي ترتكب بحق غزة. وداخل المدينة دق النفير لأوسع حملات التضامن، فلا صوت يعلو فوق صوت فلسطين، فكيف إذا كان أنيناً؟ نشاط وحراك غير مسبوق اتخذ تعبيراته التضامنية بأشكال متنوعة، كانت أبرزها المسيرة الشعبية الحاشدة التي انطلقت عصر الاثنين الماضي، الأضخم التي تشهدها صيدا منذ سنوات.
وتلونت المسيرة التي انطلقت من ساحة الشهداء باتجاه ساحة النجمة بألوان الطيف اللبناني والفلسطيني، وبدت مشغولة بإتقان، لا سيما من جانب النائب أسامة سعد والقوى الوطنية اللبنانية التي حشدت صيداوياً مناصريها على حساب «لون» القوى الإسلامية التي كانت مشاركتها بنسبة أقل. بينما كان أنصار حركة حماس الثقل الفلسطيني في المسيرة، مع حضور أحمر لافت للجبهتين الشعبية والديموقراطية، بينما اكتفت حركة فتح بمشاركة رمزية.
ولم يشارك في المسيرة (التي صدرت الدعوة إليها في الاجتماع الذي عقد في بلدية صيدا) تيار الحريري ومناصروه ، غياب حريري برره البعض بأن الحريريين كانوا قد شاركوا بحضور فاعل في تحرك السبت الصباحي، أي في الاعتصام الذي نفذته المؤسسات الأهلية والصحية، بينما جزم مراقبون بأن الغياب الحريري عن المشاركة يعود إلى أسباب أخرى، ومنها ما قد يكون سببه عدم تحمل «القصف» الهتافي الذي يمارسه المحتجون ضد السعودية وعاهلها.
أعلام فلسطين رفرفت مع الأعلام الحزبية. اليساريون حملوا علماً فلسطينياً عملاقاً وعليه تمددت مجسمات لأجساد 12 ضحية من الأطفال، وخلف العلم بدا زعيمان عربيان يرتديان الزي الخليجي «يتفرجان»، بينما ارتفع إيقاع الهتافات ضد الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز والملك الأردني عبد الله الثاني.
وفي محلة البوابة الفوقا انضم إلى التظاهرة عدد من العمال المصريين، معرّفين عن أنفسهم بممثلين عن الشعب المصري المناضل والرافض لقرارات قيادته، قبل أن يخطف أحدهم مكبر الصوت صارخاً بلهجة مصرية «فين الريس اللي يجمع العرب» ملوّحاً بصورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، مقابل صورة مشوّهة للرئيس المصري حسني مبارك حملها طفل لبناني وقد علقت عليها الأحذية.