Strong>تظاهرات تطالب أوباما بـ«التحرّك وإثبات سياساته التغييريّة»تعيش الإدارة الأميركية مرحلة انتقالية، وسبق أن أُبديت مخاوف شتى من إمكان شنّ إسرائيل عدواناً عسكرياً في اتجاه ما في هذه الفترة. وللمفارقة، فإنّ أياً من الرئيسين، لم يدل حتى الآن بتصريح عن العدوان على غزة

واشنطن ــ محمد سعيد
الموقف الأميركي من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ليس جديداً أو مفاجئاً، فهي في النهاية شريكة فيه. وقد رأت أمس أن الاعتداءات الإسرائيلية تصب في إطار «الدفاع الشرعي عن النفس» من «اعتداءات حركة حماس»، في وقت شهدت فيه شوارع العاصمة تحركات شعبية من منظمات عربية وأميركية إسلامية طالبت إدارة باراك أوباما المنتخبة بالتحرك لوقف العدوان.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، غوردن جوندرو، إن «الولايات المتحدة تتفهم ضرورة تحرك إسرائيل للدفاع عن نفسها»، مدافعاً عن عمليات القصف التي تقوم بها تل أبيب في قطاع غزة «فهي تأتي رداً على الصواريخ التي تطلقها حماس، المسؤولة عن الوضع الراهن». وهاجم حركة المقاومة الإسلامية قائلاً إن «حماس أثبتت مجدداً أنها منظمة إرهابية ترفض حتى الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود».
وقال جوندرو، للصحافيين من مزرعة الرئيس الأميركي جورج بوش في تكساس، إنه يتعين على «حماس» «وقف إطلاق صواريخها وقبول التزام وقف دائم لإطلاق النار». وأضاف: «هذا هو الهدف الذي يجب أن تعمل جميع الأطراف على تحقيقه، وهذا ما تريد أن تدفع الولايات المتحدة للمضي قدماً باتجاهه». ولفت إلى أن بوش أجرى محادثة هاتفية مع الملك الأردني عبد الله الثاني والملك السعودي عبدالله.
وأوضح جوندرو أن «إسرائيل أعلنت بوضوح أنها لا تنوي السيطرة مجدداً على غزّة وأنها تريد فقط أن يتمكن سكان جنوب إسرائيل من العيش بسلام من دون أن يخشوا إطلاق الصواريخوعن الضحايا الفلسطينيين المدنيين الذين سقطوا في العدوان، قال المتحدث: «كل ما استطيع قوله أننا شهدنا أيضاً موت أبرياء إسرائيليين. نريد تفادي سقوط ضحايا مدنيين، نقطة على السطر». وأضاف: «نبقى قلقين بشأن السكان في غزة ووضعهم الإنساني. نطلب من كل الأطراف المعنيين إفساح المجال لدخول الأغذية والأدوية».
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية أن الوزيرة كوندوليزا رايس أجرت اتصالات برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إضافة إلى نظرائها الفرنسي والبريطاني والكندي والمصري والسعودي والتركي والإسرائيلي.
وقال المتحدث غوردن دوجيد: «نحث كل الدول في المنطقة على أداء دور فاعل في إعادة تثبيت وقف إطلاق النار». وأشار إلى أن وزيرة الخارجية تطلع الرئيس المنتخب وفريقه بانتظام على المستجدات.
الشارع الأميركي اختلف، ولو في جزء منه، عن الموقف الرسمي، فطالبت منظمات أميركية وعربية وإسلامية حكومة بوش بالعمل على وقف العدوان الإسرائيلي وفتح المعابر للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
ونظم تحالف «آنسر» المناهض للحرب، الذي يضم عدداً من المنظمات العربية والإسلامية الأميركية، من بينها المجلس الوطني للعرب الأميركيين، وتحالف فلسطين الحرة وجمعية مسلمي أميركا من أجل الحرية والعودة، تظاهرات أمام مقر وزارة الخارجية في واشنطن، والقنصليتين الإسرائيليتين في نيويورك ولوس أنجليس وشيكاغو ومدن أميركية أخرى، أعربت عن تضامنها مع غزة والمطالبة بـ«وقف المجزرة».
وتجمّع فريق العمل الإسلامي أمام مقرّ الفريق الانتقالي لأوباما، ودعا إلى ضرورة اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات ملموسة للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية للقطاع وإعادة العمل بوقف إطلاق النار. وقدم رسالة إلى أوباما يدعوه فيها إلى مواجهة الأزمة علناً وحث مسلمي أميركا على الاتصال بالإدارة الانتقالية، مؤكّداً أن الأميركيين، وبينهم المسلمون، «انتخبوا أوباما من أجل تغيير سياسات هذه الإدارة وقد حان الوقت لإثبات هذا التغيير».
وقد لاحظت الجالية العربية والإسلامية أن المنظمة العربية الأميركية الوحيدة، التي شذت عن الخط العام، هي «فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين» الذي يرأسه زياد العسلي، إذ أصدرت بياناً تبنت فيه موقف حكومة بوش ولم يتضمن أي إدانة لإسرائيل مكتفياً فقط باستنكار ما سماه «القوة غير المتكافئة» التي استخدمتها الدولة العبرية رداً على ما سمّاه «الهجمات الصاروخية الطائشة والمستفزة ضد إسرائيل». وقد أدى هذا البيان إلى استقالة عدد من أعضائه احتجاجاً».
كذلك دعا العضو الديموقراطي في مجلس النواب والمرشح السابق لانتخابات الرئاسة، دينيس كوسينيش، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى تأليف لجنة تحقيق مستقلة للنظر في المجزرة التي ترتكبها إسرائيل في غزة.